كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن أن سلطات الاحتلال تواصل منع المرضى من قطاع غزة، السفر عن طريق المعابر إلى مشافي الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني للعلاج، وعدم الرد على غالبية طلبات السماح لهم بالتنقل والوصول للمستشفيات ما يؤدي أحيانا إلى وفاة بعضهم.
وقالت الصحيفة في عددها اليوم الجمعة، إن 20 مريضاً من قطاع غزة توفوا منذ بداية عام 2017 بعد أن رفضت سلطات الاحتلال منحهم تصاريح للعلاج الطبي في الوقت المناسب.
وأشارت الصحيفة، إلى أن مؤسسات حقوقية كشفت عن "اتساع غير مبرر في ظاهرة رفض منح تصاريح الخروج للعلاج الطبي، وأن غالبية المرضى لم يحصلوا على رفض رسمي وكانوا باستمرار يتلقون رسائل بأن طلباتهم قيد الاتصال".
واستعرضت الصحيفة حالة الطفلة "يارا" من قطاع غزة والتي تبلغ من العمر 4 سنوات، والتي عانت من التقيؤ لمدة أسبوع كامل، ومن الجفاف، وبعد سلسلة من الاختبارات في المستشفى الأوروبي في خان يونس في قطاع غزة، أخبر الأطباء والدتها، عائشة حسونة، أن ابنتها تعاني من قصور في القلب. وقد تم تحديد موعد لها في مستشفى المقاصد في شرقي القدس المحتلة، حيث تتوفر هناك الموارد المناسبة لعلاج الابنة كما قيل للام. وأضافت الصحيفة ان عائلة "يارا" قدمت الوثائق الطبية مع طلب للحصول على إذن خروج من قطاع غزة إلى مكتب التنسيق الإقليمي الإسرائيلي الذي يمنح تصاريح الخروج، الذي أخبره ان الموافقة على الطلب رهن بموقف المخابرات (الشاباك).
ورغم تحديد موعد لها في المستشفى، لم تحصل والدتها على تصريح خروج لمرافقتها بسبب رفض "الشاباك" ذلك، وحين سمح للطفلة بالتوجه الى مستشفى المقاصد تم ذلك بمرافقة جدتها، ولكن وبعد عودتها الى غزة لم يسمح لها بالعودة مجددا إلى المستشفى لمتابعة علاجها وحالتها الصحية وقد توفيت اثر ذلك في المستشفى الأوروبي بقطاع غزة.
وتنقل الصحيفة عن منظمة الصحة العالمية أن هناك 1920 طلبا لمرضى من قطاع غزة يريدون المغادرة للعلاج، وأنه تم رفض 20 منهم، ونحو نصفهم تمت الموافقة على منحهم تصاريح لذلك، في حين أن النصف الآخر من هؤلاء المرضى لم يتلقوا أي رد على طلباتهم.
وأشارت المنظمة إلى أن من بين هؤلاء 222 طفلا ومراهقا دون سن 18 سنة، و 113 مسناً تزيد اعمارهم عن 60 سنة، موضحة أن 42 في المائة من طلبات التصاريح الطبية التي قدمت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي البالغ عددها 858 1 طلبا ظلت عالقة بدون رد.
وقالت المنظمة، إن نسبة عدم الرد على الطلبات وصلت حتى سبتمبر/ أيلول الماضي إلى 43.7 في المائة من الطلبات المقدمة خلال العام والتي تقدر بنحو 20 ألف طلب، رُفض 2.9 في المائة منها "لأسباب أمنية"، و53 في المائة تلقوا ردوداً إيجابية، ثلاثة أرباع الطلبات منها في مستشفيات الضفة الغربية وشرقي القدس.
وذكرت أن 20 في المائة الطلبات التي لم يتم الرد عليها ، كانوا من الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، و 8 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاما وما فوق.
وأكدت المنظمة أن حوالي نصف المرضى لا يحصلون على تصاريح للخروج، الامر الذي يؤخر عادة تقديم العلاج للمريض.
ومن جانبها قالت منظمة "أطباء بلا حدود": إن ثمانية من بين كل تسعة مرضى سرطان لم يتلقوا العلاج الطبي بسبب عدم رد الجهات الاسرائيلية على طلباتهم لمغادرة قطاع غزة من اجل العلاج.
ومنذ عام 2007، تفرض "إسرائيل" على قطاع غزة حصارا مشددا، حيث تغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.