صدرت مؤخرا، عن مركز الأبحاث الفلسطينية التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، الطبعة الانجليزية من كتاب "المختصر في تاريخ فلسطين" للدكتور محمد اشتية رئيس المجلس الاقتصادي للتنمية والإعمار "بكدار" وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
وكانت الطبعة العربية قد صدرت قبل عامين، ولاقت قبولا كبيرا نظرا لأسلوب الكاتب السلس في تناول التاريخ وتبسيطه. علما أن كل من الترجمة الألمانية والتركية في طريقهما للصدور.
ويروي الكتاب حكاية فلسطين بأسلوب شامل متنقلا بين العصور المختلفة ابتداء من أقدمها حتى هذا اليوم.
ويبدأ الكتاب بتاريخ فلسطين الكنعانية ويتطرق للقبائل والأقوام التي أقامت فيها وتعايشت مع سكانها كاليبوسيين والهكسوس والعبرانيين والأدوميين، كما يمتد إلى ولادة المسيح والفتح الإسلامي ثم الحقبة العثمانية ونشوء الصهيونية وبروز الحركة الوطنية الفلسطينية ونكبة فلسطين وقيام دولة إسرائيل.
ويبين الكتاب أن أرض فلسطين كانت دائما عامرة بسكانها الأصليين رغم تعاقب الأديان والثقافات عليها، فهي أخذت وأعطت لكنها حافظت على ثقافتها وشخصيتها رغم امتزاجها بالثقافات الأخرى على مر العصور.
ويثبت الكاتب من خلال سرده للحقائق التاريخية أن فلسطين لطالما كانت هدفا للغزو الأجنبي بهدف كسر المثلث العربي الإسلامي، بغداد ودمشق والقاهرة، الذي بتوحده يكون النصر حليف فلسطين وأهلها.
ويفرد الكتاب جزءا ليس باليسير من صفحاته لمعالجة التاريخ المعاصر في مرحلة لبنان والانتفاضة الأولى واتفاق أوسلو وإنشاء السلطة، ثم الانتفاضة الثانية والانقسام الفسطيني. وفي الفصل الأخير يتطرق الكاتب إلى الذهاب للأمم المتحدة والاعتراف بدولة فلسطين.
يقع الكتاب في 140 صفحة من القطع المتوسط ويضم مجموعة من الخرائط كملاحق توضيحية لبعض الفصول.
يذكر ان محمد اشتية له العديد من المؤلفات في المجالين الاقتصادي والسياسي، وقد عمل كأستاذ جامعي ورجل اقتصاد وسياسة وشغل عدة مناصب منها وزير الأشغال العامة في السلطة الوطنية، وحاليا يرأس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار- بكدار.