أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن الرد الحقيقي على خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزمع اتخاذها للاعتراف بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، هو تشديد مقاطعة "إسرائيل" على المستوى الرسمي، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني على كافة المستويات في أرضه وعاصمته القدس.
وقالت المنظمة في بيان صحفي إن تمرير مثل هذا القرار في ظل صمت عربي وإسلامي وأوروبي سيشكل ضربة لكافة القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن التي أكدت في حديثها وقديمها أن القدس مدينة محتلة وأن كل الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في المدينة باطلة ولاغية".
وأضافت أن قضية القدس دائمًا في الشأن الدولي تتعلق بالسلم والأمن الدوليين، وأن العبث بها هو تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين، مؤكدةً أن أي إجراء من أي طرف لتغيير الوضع القانوني لمدينة القدس يقع منعدمًا ولا أثر له.
ودعت المنظمة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي إلى التحرك باتجاه الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة بموجب قرار متحدون من أجل السلام لاتخاذ إجراءات تحمي القدس وتكبح جماح الإدارة الأمريكية.
وأشارت إلى أن هذه التقارير تأتي في ظل الأحداث المتسارعة التي تعصف في المنطقة، حيث يدور الحديث عن "صفقة القرن" التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤيا الاسرائيلية التي تعبر عنها حكومة بنيامين نتنياهو اليمنية المتطرفة.
وأعربت عن أسفها لأن "هذه الصفقة التي تبناها الرئيس الأمريكي وجدت دفعًا من أطراف عربية في مقدمتها مصر، السعودية والإمارات وهي دول تعاني من أزمات داخلية وخارجية طاحنة أهدرت مقدرات مادية وبشرية عظيمة."
وأشارت إلى أن "التقارب الإماراتي ـ السعودي ـ الإسرائيلي ظهر إلى العلن تحت مظلة مواجهة النفوذ الإيراني وتمدده في المنطقة في صفقة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تهدر الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني".
وأضافت "لم يكن لهذه الصفقة أن تجد صدى في الأرجاء لولا الدعم من الدول العربية المذكورة، هذه الدول غير معنية بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة بذات القدر الذي لا يعنيها حقوق مواطنيها، فالأهم هو الحفاظ على أنظمة هذه الدول دون الاكتراث بمنظومة حقوق الانسان أو قواعد القانون الدولي".
وأكدت المنظمة أن "الفلسطينيين عبر تاريخ الصراع لم يجدوا إسنادًا حقيقيًا من هذه الدول، فكانت ولا زالت إسرائيل مطلقة اليد فشنت الحروب ونفذت عمليات القتل والاعتقال والتهجير ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات دون أي رادع".
وتابعت "وقف الفلسطينيون وحدهم في مدينة القدس يدافعون عن هويتها الحضارية العربية في مواجهة كل الأدوات التي تستهدف تهويدها وهدم أقصاها، ووقف النظام العربي الرسمي متفرجا لا يفعل شيئًا إزاء التنكيل بالمقدسيين وتهويد مدينتهم".
وأكدت المنظمة أن الكل العربي الرسمي فشل في امتحان القدس فشلًا ذريعًا عن سابق عمد، قائلة "لم تساهم الدول العربية المذكورة في وقف الهجمة المسعورة على المدينة، ولم تعمل على تمتين صمود الناس من جهة دفع غائلة الفقر، ترميم البيوت، بناء وحدات سكنية ودعم مشاريع تنموية، وغير ذلك من المتطلبات الحياتية التي لو لبيت لكان لها أثرًا كبيرًا على المدينة"، على حد تعبيرها.