ردود أفعال فلسطينية منددة بقرار ترامب حول القدس

ردود افعال غاضبة.jpg
حجم الخط

قال رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله: إن إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس مخالف لجميع قرارات الشرعية الدولية والقوانين والتفاهمات المعروفة التي تعترف بكون القدس مدينة فلسطينية محتلة وقع عليها الاحتلال خلال عدوان عام 67 .

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود: إن رئيس الوزراء شدد على أن الاجراءات الامريكية بشأن مدينة القدس تخرج واشنطن من رعاية عملية السلام ومن الرباعية الدولية  .

 وأوضح بأن تلك الإجراءات الأمريكية تشجع اسرائيل على التمسك بالاحتلال والاستمرار في سياستها  الرافضة لكافة الجهود المبذولة من اجل احياء عملية السلام التي لا تقوم إلا على أساس تطبيق رؤية حل الدولتين الذي يعني إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران .

وأضاف المحمود، إن رئيس الوزراء دعا إلى رص الصفوف واستعادة الوحدة الوطنية وتجاوز كافة العقبات مهما كانت، وذلك تلبية لما تمليه علينا المصلحة الوطنية العليا في هذا الوقت الدقيق، وتتطلبه المرحلة للوقوف بحزم وثبات امام التحديات الخطيرة التي باتت تهدد المشروع الوطني والقضية الفلسطينية برمتها.

وبدورها قالت الجبهة العربية الفلسطينية، مساء اليوم، إن إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة دولته اليها، هو اصطفاف الى جانب الاحتلال في عدائه للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية المشروعة.

وأضافت الجبهة، في بيان لها، إن اعلان ترامب لا يساوى الحبر الذي كتب فيه فالقدس لا يحدد مصيرها اعلان ترامب او غيره، وهي الضاربة بعروبتها بجذور التاريخ قبل نشوء دولته، معتبرة ان الولايات المتحدة الامريكية كانت وعلى الدوام حليفا منحازا للاحتلال ووفرت له الغطاء السياسي ولمواصلة عدوانه على شعبنا، مؤكدة ان الولايات المتحدة لم تعد راعيا لعملية السلام ولا يمكن ان تكون وسيطا نزيها وهي تصطف الان في خانة العداء على الشعب الفلسطيني.

كما ورحبت الجبهة بدعوة الرئيس محمود عباس لانعقاد المجلس المركزي ودعوة الهيئات القيادية الفلسطينية للاجتماع لوضع خطة وطنية واضحة لمواجهة تداعيات القرار الامريكي المشئوم، داعية الى فتح كل الخيارات امام الشعب الفلسطيني لوأد المؤامرة على القدس ولاسترداد حقوقه الوطنية.

ودعت الجبهة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية الى التعبير عن غضبها في وجه المؤامرة والتأكيد للإدارة الامريكية وللاحتلال وللعالم بان الفلسطينيون ليسوا وحدهم وان الامة العربية والاسلامية حية لا تموت، والتأكيد للحكومات العربية ان شرعية وحماية بلدانها تبدأ بالتمسك بقضايا الامة والدفاع عنها ودعم نضال الشعب الفلسطيني الصامد منذ عقود في الخندق الاول من معركة الامة بأجمعها.

كما دعت الجبهة الحكومات العربية وكافة الهيئات العربية الى اتخاذ مواقف أكثر جرأة وفاعلية في مواجهة القرار الامريكي وعدم الاكتفاء بعبارات الشجب والادانة والاستنكار، كما وتوجهت بالدعوة الى المجتمع الدولي الى كبح جماح ترامب وادارته لما له من تأثير على مشاعر المسلمين والعرب في كل العالم ويشكل تحديا صارخا لكل القيم الاخلاقية والدينية والانسانية والقانونية .

وقال الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، إن خطاب الرئيس الامريكي بغاية الخطورة، وانتقال امريكا الى شراكة فعلية بالاحتلال، وانهاء أي دور لها في عملية السلام .

وأضاف، في بيان أصدره، مساء اليوم، أن المرحلة الانتقالية قد انتهت بكل التزاماتها، وندعو المجتمع الدولي لترجمة اعترافه بدولة فلسطين دولة تحت الاحتلال .

وتابع مجدلاني أن توحيد الصف الفلسطيني بات مطلوبا لمواجهة امريكا واسرائيل، وعلى العالم أجمع ان يتحمل مسؤولياته تجاه  الجنون السياسي الامريكي الذي سيفتح النار في المنطقة .

واستطرد لم تعد الادارة الامريكية مؤهلة لرعاية عملية السلام، والمطلوب موقف عربي حازم لمواجهة تداعيات القرار الامريكي واثاره، كما ندعو القمة الاسلامية لاتخاذ كل القرارات التي تحفظ مكانة القدس وترفض الموقف الامريكي واية تداعيات تنجم عنه .

واختتم بالقول أن كافة أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم يرفضوا هذا القرار، وأن ارادة أبناء شعبنا قادرة على مواجهته ، ويوم غد يوم غضب فلسطيني ، دفاعا عن حقوقنا الوطنية.

وبدوره أكد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب موقفه الحاسم مع فلسطين والقدس، تاريخًا ومكانًا ومكانةً وإرثًا وثقافةً ومصيرًا ومبدأً لا يقبل المساومة.

وقال الشاعر حبيب الصايغ، إن جميع الرؤساء الأميركيين السابقين وعدوا في حملاتهم الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ليكسبوا تعاطف الناخب اليهودي الأميركي، لكنهم تراجعوا جميعا عن ذلك حين وصلوا للسلطة، لأنهم أدركوا من واقع المعلومات التي حصلوا عليها مدى خطورة هذا القرار على الحاضر والمستقبل.

وأضاف أن كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومعظم قرارات الهيئة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تعترف بحق الشعب الفلسطيني في الحياة بكرامة فوق أرضه، وحق النازحين في العودة إلى ديارهم وبيوتهم التي يمتلكون مفاتيح أبوابها حتى الآن، ومنها القدس المحتلة، كما تدين إقدام سلطات الاحتلال الغاشم على هدم البيوت ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وسرقة التراث، في محاولة يائسة لتغيير طبيعة الأرض وتاريخها.

وأشار إلى أن هذه الخطوة ستأتي بنتائج كارثية، حيث من المستحيل أن يتقبلها العرب والمسلمون، مؤكدا موجة عنف غاضبة لن تقف عند حدود القدس أو فلسطين أو المنطقة العربية بأسرها، بل سيمتد أثرها ليطول أماكن كثيرة حول العالم.

كما وأعلنت حركة فتح اقليم جنين، مساء اليوم،  أن غدا الخميس، إضراب شامل في جميع المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس والمحلات التجارية، تنديدا بالسياسة الأميركية غير المسؤولة تجاه القضية الفلسطينية، ورفضا لإعلان دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

كما أعلنت حركة فتح عن تنظيم مسيرة بعد صلاة طهر يوم غد تنطلق من أمام المسجد الكبير في جنين، تنديدا بالاحتلال وحلفائه.

وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، إن الرئيس الأميركي ترامب تخلى عن انسانيته بإعلانه أن القدس هي عاصمة لـ"إسرائيل"، كما تخلى عن مسيحيته التي يدّعي بأنه ينتمي إليها، وظهر هذا المساء الوجه الحقيقي للسياسة الأميركية المعادية لشعبنا ولأـمتنا العربية.

وأضاف في تصريح صحفي مساء اليوم، إن ترامب قال ما قاله بالقرب من شجرة الميلاد وفي غرفة مضاءة بالأنوار والزينات متجاهلا صاحب العيد الذي ولد في مغارة بيت لحم وعاش في فلسطين وقدم كل ما قدمه للإنسانية في فلسطين.

وتابع موجها كلامه للرئيس الأميركي: "اليوم أعلنت انحيازك للظالمين على حساب المظلومين وأعلنت ما لا يحق لك أن تعلنه، فمن أعطاك الصلاحية لكي تعلن بأن القدس هي عاصمة لـ"إسرائيل" ومن خوّلك بذلك، وقد صدر اليوم هذا الإعلان المشؤوم من بيت يقال أنه بيت أبيض ولكنه تحول بالنسبة إلينا إلى بيت أسود تُمتهن فيه كرامة الشعوب وحريتهم" .

وقال المطران حنا: "لقد أعلن ترامب بأن القدس عاصمة "إسرائيل" ونحن نقول له ولمعاونيه بأن القدس لن تكون إلا عاصمة لفلسطين ولن تكون إلا عاصمة للسلام وليس مكانا للعنف والتطرف والكراهية التي تؤجهها السياسات الاحتلالية بحق مدينتنا ومقدساتنا وأوقافنا" .

وأضاف: للأسف كانت هدية ترامب لشعبنا في عيد الميلاد هذا الاعلان المشؤوم الذي لن يزيدنا إلا ثباتا وصمودا وتمسكا بمدينتنا المقدسة ودفاعنا عن مقدساتها واوقافها التي يستبيحها الاحتلال ليل نهار" .

وتابع: "نقول ومن رحاب مدينتنا المقدسة بأننا باقون فيها والإجراء الأميركي الأخير لن يغير شيئا من الواقع فمدينتنا ما زالت تعاني من الاحتلال الذي يجب أن يزول ومدينتنا تعاني من سياسات ظالمة تستهدف شعبنا الفلسطيني في كافة مفاصل حياته" .

كما وعبر حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته الشديدة ورفضه لإعلان الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس "عاصمة لإسرائيل"، وإصداره التعليمات بنقل سفارة بلاده لها، معتبرا ذلك عدوان فظ على الشعب الفلسطيني.

وأشار الحزب في تصريح صحفي، مساء اليوم الأربعاء، إن إقدام الرئيس الأميركي على هذا الإعلان السافر، جاء بهدف إخراج القدس كونها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمة لدولة فلسطين المستقلة، بما يتعارض ذلك مع قرارات الشرعية الدولية كافة، بما فيها اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين عام 2017.

وأضاف الحزب، أن إعلان الإدارة الأميركية هذا وإمعانها في الانحياز لدولة الاحتلال وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ووقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، يؤكد انه لم يعد هناك اَي مجال لأن تقوم أميركا  بأي دور في أية "عملية سلام.