قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل، إن الشعب الفلسطيني قادر على إشعال انتفاضة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً "ظرفنا الحالي يجبرنا على التوافق على استراتيجية الانتفاضة والاتفاق على خطواتها".
وأضاف مشعل خلال لقاء متلفز عبر قناة الجزيرة القطرية، مساء الجمعة، "نريد انتهاج استراتيجية نضالية مختلفة عما مضى، بعد فشل الرهان على التسوية وبالراعي الأمريكي، ويجب إشعال انتفاضة شاملة ومقاومة شعبية بقرار وطني موحد".
وبيّن أن المطلوب فلسطينيًا في هذا الوقت تعزيز الصف الوطني الداخلي وإنجاز المصالحة الفلسطينية، وحل مشاكل قطاع غزة والضفة الغربية، وترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته على قاعدة الشراكة.
وتابع مشعل: "إذا كان وعد بلفور الخطوة الأولى لإنشاء دولة إسرائيل، فقادرون لجعل وعد ترامب، الخطوة الأولى لإنهاء الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين".
وشّدد على ضرورة "أن يكون القرار السياسي مدار بصورة وطنية مشتركة، لتحقيق الهدف بإجبار الإدارة الأمريكية على إلغاء القرار".
واستطرد مشعل: "لن تكون هذه الهبة الشعبية عابرة كما يظن الكثيرون، وستستمر لإجبار الإدارة الأمريكية على التراجع عن القرار بشأن القدس"، مشيراً إلى أن "الفلسطينيين أعطوا فرصة للمجتمع الدولي والمبادرات العربية والإدارة الأمريكية، لكن كانت النتيجة صفر".
وأكمل حديثه: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يصر على تفجير الصراع الديني في المنطقة، وسيكتشف أنه ارتكب هذه "الحماقة"، وسيتحمل عواقب هذا القرار.
وتابع مشعل: "هناك موقف من معظم الدول في العالم استنكرت الخطوة الأمريكية، هذا جيد، لكنها لا تكفي مقابل مطالبتهم بضبط النفس، المطلوب أن يطالبوا ويضغطوا على أمريكا بالتراجع عن القرار بشأن القدس".
وأكد على وجود تهم لبعض الدول العربية بالتساوق مع الإدارة الأمريكية. ودعاها للقيام بـ"خطوات قوية وموقف واضح برفض الموقف الأمريكي، والقيام بسلسة من الخطوات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية رفضًا لقرار الإدارة الأمريكية".
وبالحديث عن صفقة القرن، اعتبر أن ما يتم الحديث عنه بـ"صفقة القرن"، يعتبر تجاوزًا للقيادة الفلسطينية والأردنية ولأطراف معينة، وتعتبر تشريعًا للتطبيع العربي مع إسرائيل، وهي عملية لتصفية القضية الفلسطينية.
وشدّد على أنه لا يحق لأي عربي التضحية بفلسطين، من أجل صراعات وأجندات في المنطقة، وعلى العرب ألا يقبلوا بأقل من التراجع عن قرار أمريكا بشأن القدس.
ودعا مشعل القيادة الفلسطينية إلى عدم تمرير الخطوة الأمريكية، وعدم اللقاء مع القيادة الأمريكية، ووقف التنسيق الأمني وإطلاق العنان للشعب الفلسطيني أن ينتفض، مضيفاً: "الموقف الفلسطيني القوي، سيخلق موقفًا عربيًا وإسلاميًا قويًا".
وبشأن المصالحة الفلسطينية، قال مشعل: "إن إعلان ترامب هيأ البيئة الخصبة لسير المصالحة بشكل أفضل عن السابق، فهناك إمكانية أن تمضي المصالحة لحشد الطاقة الفلسطينية وإدارة الصراع والقرار السياسي على الأرض والتفاهم مع المحيط العربي والإسلامي".