الإعلام العبري: إعلان ترمب غيَّر موازين القوى الداخلية الفلسطينية لصالح حماس

ترامب.jpg
حجم الخط

"الأيام القليلة القادمة ستحدد ما إذا كانت السلطة الفلسطينية ستواجه الفوضى التي يمكن أن تؤدي إلى انهيار سلطة الرئيس أبو مازن!!، أم أن الفلسطينيين سينجحون في احتواء الغضب على إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".

هذا التساؤل كان محور المقالات والتحليلات التي نشرتها المواقع الصحفية العبرية، صباح اليوم السبت،

ونقل موقع المونيتور العبري، عن مصدر في حركة فتح، قوله: "أبو مازن بدون وجود أفق سياسي كرئيس بدون سُلطات، وبدون طريق.. أبو مازن وضع كل البيض في سلة واحدة فتلقى صفعة رنانة من ترمب تركته في وضع محرج أمام الفلسطينيين، وليس فقط أمام حركة حماس".

تابع "أبو مازن بات في مصيدة، فمن جهة عليه الانضمام لحالة الغضب التي أعلنت عنها القيادة الفلسطينية، لا بل يريد أن يظهر بمظهر المبادر لها، ولكن من الجهة الأخرى إن خرجت حالة الغضب عن السيطرة يمكن أن تصل لحدود المقاطعة، فالرئيس أبو مازن هو من قال للفلسطينيين، على الرغم من أن ترمب يقف لجانب الإسرائيليين إلا إنه جدي في موضوع السلام".

في 30 من مارس الماضي، وفي اجتماع للجامعة العربية في عمان أبو مازن قال إن "ترامب جدي في موضوع التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي 25 أغسطس الماضي استقبل وفد أمريكي برئاسة جيررد كوشنر مستشار ترمب الخاص، وحين اللقاء مع الوفد الأمريكي قال أبو مازن: "هذا الوفد يعمل من أجل السلام، ونحن سنعمل معه من أجل الوصول إلى ما سماه الرئيس ترمب اتفاق سلام، نعلم أن الأمور معقدة، ولكن لا يوجد شي صعب عندما تبذل الجهود".

وعن مستوى العلاقات الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية قال الموقع العبري، "يكفي النظر في العلاقات الخاصة بين الفريق الفلسطيني والمبعوثين الأمريكيين "جيسون غرينبلات" و"جيررد كوشنر"، والنظر كذلك لمستوى العلاقات الوثيقة بين رئيس المخابرات المركزية الأمريكية "مايك بومبو" ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية "ماجد فرج" لفهم أن الفلسطينيين حقا اعتقدوا أن ترامب أراد تحقيق صفقة سلام.

كما اعتقد أبو مازن أن العقوبات التي اتخذها ضد حركة حماس قبل حوالي نصف عام، التي أثرت سلباً على سكان قطاع كانت ستخدم خطته السياسية، حتى أن هذه العقوبات بقيت حتى بعد توقيع اتفاق المصالحة مع حماس برعاية مصرية.

وأضاف الموقع العبري "أبو مازن بذل كل جهد من أجل عدم اعتباره شخصا يسير يداُ بيد مع حركة حماس المنافسة السياسية له.. رؤية من شأنها أن تقوض الأفق السياسي الذي يؤمن به، كل هذا كان حتى السادس من شهر ديسمبر الحالي اليوم الذي ألقى فيه ترامب القنبلة التي انفجرت في وجه عباس".

ونقل الموقع عن قيادات أمنية وعسكرية قولها "الآن لم يتبقى للرئيس أبو مازن إلا أن يعمل بكل طاقته من أجل نجاح المصالحة مع حركة حماس، وبعد دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه لانتفاضة جديدة، لا يوجد خيار أمام أبو مازن إلا الانضمام لها وإلا سيُنظر إليه إنه يسير في الخلف، وهنيه من يقود الأحداث".

وتابع المصدر العسكري الإسرائيلي، "لن يكون أمام أبو مازن خيار سوى إزالة العقبات التي وضعها على طريق المصالحة، منها السيطرة على الأسلحة والأجهزة الأمنية في غزة. وهذا يعني الموافقة على قرار حماس بعدم التخلي عن أسلحة المقاومة طالما أن الاحتلال مستمر، ودون حل سياسي في الأفق".

وعن أثر إعلان ترمب على موازين القوى بين حركة حماس والرئيس أبو مازن، قال الموقع العبري:

"إعلان ترمب غير موازين القوى الداخلية الفلسطينية، قبيل الإعلان كانت السلطة وفتح الطرف الأقوى، وكانت حركة حماس تستجدي المصالحة من أجل البقاء، وبعد إعلان ترمب، اسماعيل هنية يعلن عن انتفاضة دون خوف أو وجل، وأبو مازن على الرغم من الخلافات السياسية مع حماس، ورفضه “للعنف”، يصلى الآن من أجل نجاح المصالحة، وبقاء سلطته".

وفي تقديرات الموقع العبري للمرحلة القادمة قال، الأيام والأسابيع القادمة ستحدد إلى أين تتجه السلطة، في العام 2015 بذلت السلطة جهود كبيرة لوقف العمليات الفردية، الآن، سيحاول الرئيس أبو مازن من خلال الأجهزة الأمنية الفلسطينية منع ذهاب الشبان الفلسطينيين للحواجز، والإسرائيليون يدركون أيضاً أية خطوة غير محسوبة في المواجهات مع الفلسطينيين ستقود لحالة عدم استقرار في الجانب الفلسطيني.

وقال المصدر الإسرائيلي حديثه للموقع العبري بالقول: "يجب ألا ننسى أن حماس وفتح اتفقتا على إجراء انتخابات في عام 2018. وكلاهما يعرف أنه من أجل الفوز في الانتخابات يجب عليه أن يضع  أجندة رائدة،  في السنوات القادمة، على الأقل خلال فترات ولاية ترامب وأبو مازن، سنشهد تنافسا بين حماس وفتح، كما رأينا في الماضي، حماس سوف تحاول إشعال انتفاضة، والسلطة الفلسطينية ستحاول منعها".

وتابع المصدر الإسرائيلي: "هذه المرة ترتبط حركة حماس والسلطة باتفاق مصالحة الذي لا أحد يريد له أن يفشل، كل طرف سيحاول جر الأمور في اتجاهه، وفي نهاية الأمر سيكون الفوز من نصيب القوي".