كتيبة «نيتسح يهودا».. منتَج إسرائيلي سيئ

جنود
حجم الخط

18 حزيران 2015

يوم الجمعة الماضي كانت هناك مظاهرة فلسطينية في مخيم الجلزون. كانت هناك شتائم، تدافع، وإلقاء حجارة. المشهد المعتاد. خمسة جنود هجموا على فلسطيني، وتم تصويرهم وهم يضربونه بعد أن تم تقييده. أصيب ضابط في الجيش الاسرائيلي بحجر. جولة اخرى روتينية من الاحتكاك في ظل التفوق الاسرائيلي، إلا أن الحادثة تم بثها في التلفزيونات والشبكات الاجتماعية. هناك بدت الصورة كما هي الحياة في "المناطق". فظيعة وسيئة. اثنان يمسكان بالفلسطيني، أحدهما يضع قدمه على وجهه، والآخر يقوم بضربه. 
أحدهما لكمه في وجهه، وجاء جندي آخر لضربه بمقدمة البندقية. إجراء معركة مميز للاحتكاك بين الجنود والمواطنين. شاهدوا نائب العميد شالوم آيزنر وهو يضرب نشيطاً من اليسار.
الشتائم التي رافقت الحادثة في الجلزون كانت بذيئة جدا. تحقيق سريع لوحدة "كفير" قال إنه حسب شهادات الجنود، فإن الفلسطيني هاجمهم وحاول خطف سلاحهم. نائب الجنرال، آشر بن لولو، قائد وحدة "كفير"، وبخ قائد الفرقة واثنين من جنوده وحكم عليهم بالسجن مع وقف التنفيذ 28 يوماً. والجندي الذي وجه الشتائم تم إيقافه عن الخدمة 30 يوما.
كتيبة "نيتسح يهودا" مشروع كان يهدف الى إعطاء اجابة للحريديين الذين لا يريدون البقاء في ظل التوراة. ويخدم في هذه الكتيبة الحريديون والحباديون، الذين جاء عدد منهم من الولايات المتحدة وفرنسا. وهي مخصصة للجنود الذين يحافظون على حرمة السبت وباقي الفرائض الدينية التي تتعلق بالطعام أو التواصل مع المجندات. قائد الكتيبة، نائب الجنرال اوري ليفي، (ويضع القبعة على رأسه)، قال عندما تولى منصبه قبل نصف عام: "هذه كتيبة لا تنسى مصدر قوتها، وتشكل بالفعل حلقة في سلسلة مقاتلي الشعب الاسرائيلي الذين يعملون انطلاقا من أوامر مطاردة العدو، والوصول اليه وعدم العودة قبل الامساك به".
عوفر فنتر، قائد كتيبة جفعاتي الذي أصدر أمرا مشابها قبل عملية "الجرف الصامد"، لم يكتشف سفرا مشابها في التوراة، رغم أنه في امتحان النتيجة لم يثبت الله نفسه. كتيبة "نيتسح يهودا" هي منتوج سيئ آخر للخضوع المدني في مواجهة المشكلة الحريدية.
لبيد وشركاؤه يطلبون المساواة في تقاسم العبء، بيبي وشركاؤه يتركونهم يخدمون حسب ايمانهم – والنتيجة هكذا.
بعد كل ذلك، فان الجنود هم آخر من يجب محاكمتهم. يدور الحديث عن اطفال تم وضعهم في محيط مسمم، ومن أرسلهم هو حكومة اسرائيل. يجب علينا فهم الى أي حد يندمج الادرينالين مع الايمان الذي يظهر في معارك الجنود. ماذا يحدث عندما يكون هناك أمر ضروري، شتائم وضرب في درجة حرارة عالية للغرائز، المخاوف، الكراهية والقتل.
في الواقع كما هو معروف، لم يمت أحد ولم يصبح معاقا. صدمات نفسية؟ احيانا لا يكون واضحا من يُضرب أكثر، الجنود أم الفلسطينيون. كل هذا مجرد ادعاءات لتخفيف عقوبة الجنود، لكن لا غفران لمن زرعهم هناك.

عن "معاريف"