18 حزيران 2015
كانوا في الجيش الاسرائيلي يعرفون مسبقاً أن الاعلان عن شمال شرقي هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة ليس حاجة تشغيلية لمقاتلين اسرائيليين يستعدون قبالة قرية الخضر الدرزية في سورية، بل مجرد مقدمة أمنية ضد ظل احتمال أن توجد شرارة تشعل المنطقة.
بالحساسية الموجودة في المرحلة الحالية من الحرب الجارية امام ناظر الجيش الاسرائيلي والدروز الاسرائيليين، يوجد منطق في هذه الخطوة وليس اقل من ذلك أهمية المنطق في أنها ازيلت على الفور. ليس فقط من أجل حماية السياحة في هضبة الجولان بل وايضا من اجل منع خلق حاجز مدني ونفسي حيال الدروز الاسرائيليين.
دروز قلقون اقتربوا من الحدود كي يشاهدوا اخوانهم الذين يتواجدون في مواجهة مباشرة مع جبهة النصرة، ويخشون من تدهور وضعهم. في القرية بضعة آلاف من الدروز. معظمهم فقراء، كادحون، يرتزقون من الزراعة التي لا توجد بوفرة، وهم يحافظون على ولائهم لحكومة بشار الاسد الضعيفة كجزء من التقاليد.
في المنطقة نفسها كان ثمة فزع اكبر مما هو الواقع المرير. "الكثير من الجلبة على لا شيء". فقد أطلقت عدة قذائف، وقيل إن الجيش السوري الحر طلب من جبهة النصرة عدم المس بالدروز، وهناك أساس للافتراض بأن اسرائيل نقلت لهم رسالة مباشرة بروح مشابهة. وإلا ماذا؟ طه فرحات، من المجلس الصهيوني الدرزي، يعتقد ان على اسرائيل أن تسمح للدروز بالخروج لمساعدة اخوانهم في القرية المحاصرة والمعزولة في المنطقة، وتزويدهم بالسلاح وبالذخيرة. وعلى حد قوله، فهم منقطعون، ولشدة الاسف في المرحلة الحالية لا تبدي الحكومة استعدادا لمد يد العون لهم في وضح النار، ولا حتى في الخفاء.
تتردد اسرائيل في اختيار استعدادها العسكري والسياسي للوضع في المنطقة. فاذا ما وصل بالفعل لاجئون سوريون – فهل ستمنعهم من الدخول الى جيب يحدد لهم في نطاق هضبة الجولان الاسرائيلية؟ ولكن من قال ان اسرائيل مستعدة لذلك؟ ولكن، اذا لم تسمح للاجئين بالدخول فالى أي احتكاك ستُجر في علاقاتها مع الطائفة الدرزية في البلاد؟
سبق ان قيل ان اسرائيل تقف خارج خطوط الساحة التي تجري عليها الحرب الاهلية في سورية. فهي لا تريد ان تنجر. محظور عليها ذلك. ولكن عليها أن تعد جوابا لسلسلة من السيناريوهات المحتملة. في وضعها الخاص تنطبق عليها كل التعابير الاصيلة لمحاولة "الامساك بالعصا من طرفيها". المعضلات قاسية.
عن "إسرائيل اليوم"