الصين غاضبة من "عقلية الحرب الباردة" الأمريكية

الصين غاضبة من "عقلية الحرب الباردة" الأمريكية
حجم الخط

شجبت الصين ما وصفته "بعقلية الحرب الباردة" للبيت الأبيض، وذلك عقب نشر تفاصيل الاستراتيجية الأمريكية الجديدة حول الأمن الوطني.

وكانت وثيقة أصدرتها الإدارة الأمريكية بالأمس حول استراتيجية الأمن الوطني الأمريكية قد وصفت الصين وروسيا بأنهما "قوتان منافستان"، وتطرقت إلى سلسلة من "التهديدات" التي يشكلها هذان البلدان.

وجاء في الاستراتيجية الجديدة أن بكين وغيرها من الحكومات تسعى إلى تحدي "القوة الأمريكية."

ولكن وزارة الخارجية الصينية انتقدت الوثيقة، قائلةً: إن "على واشنطن التخلي عن المفاهيم التي عفا عنها الزمن."

وقالت هوا تشونيينغ الناطقة باسم الوزارة، "لن ينجح أي تقرير أو أي بلد في تشويه الحقائق أو استخدام الافتراءات الشريرة."

وتابعت، "نحث الجانب الأمريكي على الكف عن التعمد في تشويه نوايا الصين الاستراتيجية، وعلى التخلي عن المفاهيم التي عفا عنها الزمن وخصوصا مفاهيم الحرب الباردة وفكرة الغالب والمغلوب."

كما ردت روسيا على الاستراتيجية الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس ترامب الإثنين، بالقول: إنها (أي روسيا) "لن تقبل معاملتها كمصدر تهديد.

كما انتقدت موسكو ما وصفته "بالطبيعة الامبريالية" للوثيقة الأمريكية".

وتنص استراتيجية الأمن الوطني الأمريكية الجديدة على أن الصين وروسيا "تتحديان القوة والنفوذ والمصالح الأمريكية، وتحاولان تقويض الأمن والرخاء في الولايات المتحدة."

ومضت الوثيقة للقول، "هذان البلدان مصممان على جعل الاقتصادات أقل حرية وأقل نزاهة، وعلى تنمية قدراتهما العسكرية وعلى السعي للسيطرة على عملية تداول المعلومات من أجل كبح مجتمعيهما ومد نفوذهما."

وتحتوي الاستراتيجية الأمريكية الجديدة على سلسلة من الادعاءات بخصوص الصين، منها:

أن الصين وروسيا تستثمران الأموال في الدول النامية "من أجل توسيع نفوذهما والحصول على أفضلية تنافسية" على الولايات المتحدة.

توسع الصين نفوذها في أوروبا عن طريق تعزيز وتوسيع "سياساتها التجارية غير النزيهة والاستثمار في قطاعات صناعية حيوية."

تسعى الصين إلى "اجتذاب منطقة أمريكا الوسطى إلى فلكها من خلال الاستثمارات والقروض الحكومية."

يذكر أن الأمريكيين قد سبق لهم أن أدلوا ببعض من هذه الادعاءات في الماضي، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تنص وثيقة استراتيجية على أنها (أي الادعاءات) جزء من معركة من أجل الهيمنة العالمية.

وكانت قد صدرت قبيل صدور الوثيقة الاستراتيجية تقارير تقول إن استراتيجية الأمن الوطني الأمريكية ستصنف الصين على أنها "معتد اقتصادي"، ولكن هذا النص لم يضمن في النسخة النهائية من الوثيقة.

ومن الجدير ذكره أن الوثائق الاستراتيجية الأمريكية تنشر عادة دون دعاية، ولكن الرئيس دونالد ترامب حضر حفلاً خاصاً لنشر هذه الوثيقة الجديدة.

وقال ترامب في كلمة القاها بالمناسبة، إن "الولايات المتحدة تواجه عصراً جديدة من المنافسة، وإن روسيا والصين تشكلان التهديد الأكبر للهيمنة الأمريكية".

ولكنه أضاف بأن على الولايات المتحدة محاولة تأسيس "شراكات عظيمة مع هذين البلدين."

وقال ترامب، إن "خطته الاستراتيجية الجديدة تتضمن "أربع ركائز"، وهي حماية البلاد وتعزيز الرخاء الأمريكي وتعزيز السلام من خلال القوة (العسكرية) وتوسيع النفوذ الأمريكي".

وتشير الوثيقة الاستراتيجية، التي شرع في تحريرها قبل 11 شهراً، إلى العودة إلى الوعد الذي قطعه ترامب على نفسه في حملته الانتخابية "باعتبار امريكا أولاً".

وأشار ترامب في الكلمة التي ألقاها أمس إلى النصر الذي حققه في الانتخابات الرئاسية، وقال، إن "الناخبين الأمريكيين اختاروا في عام 2016 أن "يجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى."

وأضاف، إن "الرؤساء الأمريكيين السابقين قد "انحرفوا" و"فقدوا النظر عن قدر أمريكا."