رغم تهديدات أمريكا

تحليل الحراك الفلسطيني الغاضب وتأثيره على قرار الأمم المتحدة الرافض لوعد "ترامب"؟!

تحليل: الحراك الفلسطيني الغاضب وتأثيره على قرار الأمم المتحدة الرافض لوعد "ترامب"؟!
حجم الخط

صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على مشروع قرار قدمته تركيا واليمن يرفض تغيير الوضع القانوني بمدينة القدس المحتلة، وذلك بموافقة 128 صوتاً، واعترض 9 أصوات، وامتناع 35 صوت عن التصويت.

ويأتي رفض الدول التسعة للمشروع عقب تهديدات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوقف الدعم المالي عن الدول التي ستصوت لصالح المشروع وترفض قراره باعتبار المدينة المقدسة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وعزمه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

بدوره، قال المحلل السياسي جهاد حرب، إن تطبيق قرارات الأمم المتحدة يحتاج إلى قوة تلزم أمريكا وإسرائيل بنصها، مشيراً إلى أن نتائج اجتماع الجمعية العامة  أشبه بتوصيات ترفض قرار الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبها، أوضحت الخبيرة في العلاقات الدولية أغادير بركات، أن قرار ترامب يشير إلى وجود خارطة دولية من الممكن أن يستفيد منها الفلسطينيين، لذلك من الضروري وجود قوى أخرى على الساحة الدولية تضغط باتجاه صالح القضية الفلسطينية.

تهديدات ترامب

بيّن حرب، لمراسلة وكالة "خبر"، أن الدول التي تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة رفضت أن تُخيب القانون الدولي وعدالة القضية الفلسطينية، على الرغم من تهديدات الرئيس الأمريكي بوقف الدعم المالي عنها.

وقالت بركات، إن "الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم سياسة الجزرة في ظل وجود حكومة يرأسها ترامب الأهوج الفوضوي الذي ليس له أي علاقة بعلم العلاقات الدولية أو العلوم السياسية، مشيرةً إلى أن أمريكا لم تعد الدولة المهيمنة في العالم، بل أصبح هناك دول لها كيان مستقل.

الانتصار الفلسطيني

وأشار حرب، إلى أن تصويت الأمم المتحدة بمثابة انتصار للشعب الفلسطيني، الذي استطاع أن يضع حداً لأية توجهات غير مألوفة ومخالفة للقانون الدولي، سواء صادرة عن الرئيس الأمريكي أو غيره.

ورأت بركات، خلال حديثها لمراسلة وكالة "خبر"، أن الشبكات الإلكترونية والإنترنت ساعد الشعب الفلسطيني في فضح الجرائم الإسرائيلية والممارسات العنصرية التي تُمارس بحقهم خاصة الأطفال وما يتعرضوا له من تعذيب على أيدي الجنود الإسرائيليين.

تصدر المشهد

اعتقد حرب، أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى نضال سياسي ودبلوماسي قادر على تحقيق نجاحات، بالإضافة إلى تنظيم العمل الشعبي، وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيراً إلى أن قرار ترامب أدى لاشتعال حراك شعبي فلسطيني ليس له مثيل.

ولفتت بركات، إلى أن القرار الأمريكي أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي، مبيّنةً أن معلومات مؤكدةً تُشير إلى أن قرار ترامب اتخذه الكونغرس الأمريكي في العام 1995 بدون تنفيذ.

الحراك الفلسطيني

شدّد حرب على ضرورة استمرار الحراك الشعبي الفلسطيني، لما له من تأثير كبير على توجهات المجتمع الدولي والتحركات السياسية، موضحاً أن الحراك الفلسطيني الرافض للقرار الأمريكي أجبر الدول على احترام قانون العلاقات الدولية وحفظ القانون الدولي.

واتفقت بركات مع حرب، بأن الحراك النضالي كان له بالغ الأثر في لفت نظر المجتمع الدولي للممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، لافتةً إلى أن الدولة الفلسطينية التي أقرتها الأمم المتحدة حدودها الرابع من حزيران للعام 1967، والتي أكدت على أن القدس عاصمة لدولة لفلسطين.