ذوو أسرى من غزة يسردون تفاصيل اعتداء حزان عليهم ويطالبون بمزيد من الحماية

ذوو أسرى من غزة يسردون تفاصيل اعتداء حزان عليهم ويطالبون بمزيد من الحماية.jpg
حجم الخط

أكد ذوو الأسرى والقوى والفصائل الفلسطينية والمؤسسات القانونية في قطاع غزة أن الاعتداء الذي تعرضت له حافلة أهالي الأسرى من قبل عضو الكنيست المتطرف "أرون حزان" أمس لن يثني الأهالي عن الزيارة، وسيفشل في إخضاع المقاومة أو تنازلها عن شروطها لأي صفقة تبادل قادمة.

وتهجم عضو الكنيست الإسرائيلي "حزان" على حافلة ذوي الأسرى الاثنين أثناء توجههم لزيارة أبنائهم في سجن "ريمون" في صحراء النقب جنوبي فلسطين المحتلة.

وقالت والدة الأسير أحمد الشنا المحكوم 17 عامًا- ساردةً ما تعرضت له برفقة ذوي الأسرى في الحافلة أمس: "تفاجأنا عند مدخل سجن ريمون بإغلاق الطريق أمامنا من عشرات العناصر على رأسهم عضو الكنيست وصحفيين، وحينما اقتربوا من الحافلة أغلق السائق أبوابها ونوافذها لمنع أي شخص منهم الدخول إليها".

وبدأ المتطرف "حزان" والمرافقين له بالاعتداء على الحافلة وتكسير نوافذها للضغط على السائق وأرهبوا ذوي الأسرى، ثم اقتحموا الحافلة بشكل همجي".

وأضافت "دخلوا بيننا وبدأوا يشتموننا ويتلفظون بألفاظ نابية علينا وعلى أبنائنا، ويصفونهم بالحشرات، وهنا نحن دافعنا عن أنفسنا وأبنائنا ورددنا لهم الشتائم ذاتها، لأنهم استفزونا كثيرًا خاصة تكرارهم لوصف أبنائنا الأسرى بأنهم "مجرد حشرات وفئران في السجون".

وهدد المتطرف "حزان" والمرافقون له ذوي الأسرى بأنهم لن يسمحوا لهم بزيارة أبنائهم بعد هذه المرة، إلا بعد عودة الجنود الإسرائيليين المأسورين لدى كتائب القسام بغزة.

وردّت عليهم والدة الأسير الشنا وأمهات أخريات بالقول: "أنتم وجنودكم الجبناء والحشرات، وإذا أردتم استرجاعهم فاذهبوا إلى قيادتكم لتعيدهم إليكم إن استطاعت".

وأكدت والدة الأسير الشنا الذي أمضى 7 سنوات في السجون أن المتطرف "حزان" ومن معه حينما هاجموا الحافلة كان واضح عليهم أنهم يبيتون النية لفعل أكثر شرًا مما حدث، لولا تدخل الشرطة بعد احتدام الجدال وغضب أهالي الأسرى وتصديهم للاعتداءات اللفظية التي استمرت لساعة.

وشددت بالقول: "معنويات كل أهالي الأسرى عالية رغم هذا الاعتداء، قائلة: "لن يثنوننا عن الخروج لزيارة أبنائنا مهما فعلوا، ونحن قلنا لهم إن أبناءنا أبطال دافعوا عن أراضينا وشرفنا، وسنكون مثلهم".

وأفادت في روايتها، بأن الأهالي أبلغوا أبناءهم بعد دخولهم لزيارتهم بالاعتداء الذي تعرضوا له في الحافلة، وهو ما أثار غضب الأسرى الذين أخذوا يكبّرون داخل السجن وأغلقوا كافة الأبواب احتجاجًا على الاعتداء على أهاليهم.

من جانبه، طالب والد الأسير الشنا الصليب الأحمر الدولي بحماية أهالي الأسرى أثناء مسيرة الزيارة لحين عودتهم منها، وعدم الاقتصار على مرافقتهم فقط.

من جانبها، اعتبرت القوى والفصائل الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية، أن الاعتداء الذي تعرضت له قافلة ذوي الأسرى أمس، يأتي ضمن هجمة مغطاة من أعلى المستويات الحكومية الإسرائيلية، وطالبوا خلال وقفات ومؤتمرات أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بغزة الثلاثاء الصليب  الأحمر بحماية الأسرى وذويهم.

وشددت لجنة الأسرى للقوى والفصائل الوطنية والإسلامية على أن هذا الاعتداء الممنهج لن يفلح في الضغط على المقاومة الفلسطينية للتنازل عن شروطها في ملف جنود الاحتلال المأسورين لديها بغزة.

وقال عضو اللجنة مصطفى مسلماني: "إن كل القوى وأبناء الشعب الفلسطيني سيتصدون بكل الإمكانيات لإحباط هذه السياسات، التي يظن الاحتلال وحكومته أنها ستضغط على المقاومة للتنازل عن شروطها لأي صفقة تبادل أسرى قادمة".

وأضاف "الاعتداء على حافلة ذوي الأسرى سيفشل في إخضاع المقاومة الفلسطينية كما فشلت كل الأساليب السابقة، ولا يمكن للاحتلال أن يصل إلى أي معلومة حول جنوده بغزة إلا بشروط المقاومة، وعلى رأس ذلك عودة كافة أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم إلى ذويهم".

وطالب المؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر والمجلس العالمي لحقوق الإنسان للقيام بمسئوليتهم تجاه انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى وذويهم.

ودعا السلطة الفلسطينية لتفعيل التواجد في المحاكم الدولية ورفع قضايا على مجرمي الاحتلال وقادته لمحاكمتهم على الجرائم التي يرتكبونها بحق الأسرى وكل أنباء الشعب الفلسطيني.

من جانبه، أكد تجمع المؤسسات القانونية في قطاع غزة أن الاعتداء على حافلة ذوي الأسرى شكل من أشكال النازية والعقوبات الجماعية التي حظرها قواعد القانون الدولي.

وقال الحقوقي خليل شاهين في مؤتمر صحفي للتجمع أمام مقر الصليب الأحمر بالتزامن مع اعتصام لذوي الأسرى والقوى: "إن هذا الاعتداء تصاعد لسياسة إذلال وإهانة ذوي الأسرى، ومس بالمكانة القانونية لمنظمة الصليب الأحمر الدولي التي تقف عاجزة عن حمايتهم".

وطالب المنظمة الدولية بالحماية الكاملة لقوافل الأسرى أثناء وبعد الزيارة، وباتخاذ ما يلزم لعدم تكرار ما حدث أو أي عمل يؤذي الأسرى وذويهم.

ودعت المؤسسات القانونية المجتمع الدولي لإلزام الاحتلال الاسرائيلي باحترام القانون الدولي فيما يتعلق بالأسرى ومن بين ذلك حق الزيارة، مناشدة مجلس حقوق الإنسان للانعقاد واتخاذ الإجراءات لإلزام الاحتلال وضمان حرية عمل منظمة الصليب الأحمر.

كما ناشد الأهالي والقوى بتفاعل دولي مع قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وقدموا رسالة احتجاج لدى الصليب الأحمر بغزة على الاعتداء الذي تعرضت له حافلة أهالي الأسرى.