صفحات الطبخ على مواقع التواصل الاجتماعي فن يصل إلى حد الهوس" بغزة"

121195
حجم الخط

لقي مئات السيدات في شبكات التواصل الاجتماعي، ساحات لإبراز فنونهن في الطبخ، وعرض الأكلات والحلوى المتنوعة بقوالب وأشكال تثير الانتباه، لدرجة أن بعض الصفحات أو المجموعات بدت وكأنها مطاعم أو مطابخ الكترونية.

وبعض الأحيان تجاوز عرض المأكولات حد إبراز مواهب السيدات، ووصلت إلى ما يشبه الهوس، بحيث تعمدت بعض النساء إلى تصوير كل طبق تقم بإعداده قبل تقديمه للعائلة، ونشره على صفحات المواقع والشبكات، بل فإن أخريات يقمن بإعداد أطباق خصيصا لتصويرها لا من أجل أكلها.

وذكرت المواطنة أمال النجار لوكالة خبر ، إنها من المتابعين لهذا الأمر، وتنشر صور لبعض المأكولات التي تعدها على صفحتها الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكثيراً ما تتشاور مع صديقاتها، وتتعلم فنون طبخ جديدة.

 وأوضحت النجار أن الأمر جيد، كونه يسهم في تناقل الخبرات ما بين السيدات، ويزيد من مهاراتهن في الطبخ، وهذا بالتأكيد ينعكس إيجاباً على كل أفراد الأسرة، بتقديم وجبات مذاقها مميز

ونوهت إلي أن الأمر لا يخلو من بعض العيوب، خاصة إذا ما تجاوز نشر صور المأكولات حدود المعقول، فمواقع التواصل الاجتماعي ليست مطاعم، أو مطابخ، ويجب عدم المبالغة في عرض صور الطعام.

وأشارت النجار إلي أن هناك بعض المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي من الفقراء، قد يشاهدون صور الطعام ولا يستطيعون توفيره، وهذا يتسبب في إيذائهم نفسياً، ناهيك عن أن صور الطعام تنشر أحيانا في أوقات غير مناسبة، فمثلا في بعض الأحيان يركز النشطاء منشوراتهم وصورهم لمساندة الأسرى المضربين عن الطعام مثل الشيخ خضر عدنان، ونفاجأ بعرض صور طعام.

وقالت الفتاة جمانة خلف لخبر ، إلى أنها من أكثر المعارضين لنشر صور الطعام على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا من وجهة نظرها يحمل نوع من التباهي من قبل بعض النساء، ووصل الأمر لحد الهوس، فبعضهن باتت تعد وجبات من أجل تصويرها فقط، وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبينت أن بعض النساء تبدي اهتماما بعرض صور الطعام على تلك المواقع أكثر من اهتمامها ببيتها وأسرتها، ويبالغن بتزيين الأطباق بصورة ملفتة، تثير شهية الفقراء، مقسمة أنها سمعت في أحد الأيام طالبة فقيرة تدعو على إحدى السيدات لعرضها صور طعام كانت تشتهيه ولم تستطع توفيره.

وأكدت خلف أن هناك بعض البرامج والتطبيقات الحديثة، تتيح لمشتركيها إقامة مجموعات مغلقة مثل "واتس أب"، من الممكن أن تشترك فيها مجموعة من الصديقات أو القريبات، ويعرضن من خلالها ما يحببن من مأكولات، من دون فرضها على صفحات عامة مثل فيس بوك.

ورأت الحاجة أم محمد، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي متنفس للتعبير عما يجول في داخلنا، وقصة الطعام تأتي في إطار التعبير عن مكنونات واهتمامات ذات أهمية، لمشاركتها مع من نحب من الأصدقاء ..فما المشكلة من ذلك؟، معتبرة أن نشر صور الطعام يأتي ضمن الإطار الاعتيادي، وهو أمر موجود في غزة وكل العالم.

 ونوهت أم محمد إلي أن الأمر يجب أن لا يخرج عن حدود المعقول، ويتحول إلى ظاهرة، فمن باب أولى علينا أن نستغل هذا العالم الافتراضي الجميل لعرض انجازات ذات أهمية، ورسالة سامية يرتقي بها المجتمع، بدلاً من المبالغة في استعراض الطعام بالشكل الذي يعطي صورة سلبية عن ناشرها، خاصة إذا كانت من باب المباهاة واستعراض الإمكانات المادية للأسرة .