تقديرات إسرائيلية: تعاظم فرص المواجهة مع إيران في سوريا ب2018

ميركافا.jpg
حجم الخط

أجمعت تقديرات إسرائيلية على أن فرص اندلاع مواجهة بين الكيان الإسرائيلي من جهة وكل من إيران والفصائل الشيعية التي تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد في عام 2018 تعاظمت.

وأشارت التقديرات بشكل خاص إلى طابع التحولات التي طرأت على موازين القوى في جنوب سوريا ومنطقة الجولان لصالح حلفاء الأسد، وبدء قوات المعارضة السورية الانسحاب من أماكن تمركزها في محيط الحدود مع فلسطين المحتلة.

ونقل المعلق العسكري لموقع "وللا" أمير بوحبوت عن مصادر عسكرية إسرائيلية كبيرة قولها –بحسب ترجمة "العربي الجديد" إن "ما يفاقم الأوضاع سوءاً حقيقة أن العام المقبل سيشهد حسم المواجهة ضد تنظيم داعش في سوريا بشكل نهائي، مما يتيح لحزب الله بشكل خاص التفرغ لتعزيز تواجده داخل سوريا، سيما في المناطق المتاخمة للحدود"، مع فلسطين المحتلة.

ونوهّت المصادر إلى أنه "على الرغم من أن هناك أساسا للاعتقاد أن حزب الله سيسحب جزءاً من قواته من سوريا في أعقاب حسم المواجهة هناك لصالح الأسد، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن الحزب يعكف حالياً على تدشين بنى تنظيمية وعسكرية في الجنوب السوري، خصوصاً في الجولان تحسن من قدرته على مشاغلة إسرائيل".

ولاحظت المصادر بشكل خاص قرار حزب الله تعيين قائد قواته في الجنوب السوري، منير شعيتو، قائداً للجبهة في الجولان، مقدّرة أن "شعيتو سيسعى إلى إيجاد مصادر تهديد جديدة على إسرائيل سيما عند مثلث الحدود السورية اللبنانية الفلسطينية".

وأضافت أن "حزب الله شرع في بناء منظومة لجمع المعلومات الاستخبارية في الجولان، وضمن ذلك تشغيل طائرات من دون طيار"، مشيرة إلى أن "شعيتو هو المسؤول عن تخطيط عملية اقتحام الحدود التي نفذها اثنان من مقاتلي الحزب عام 2002 وأسفرت عن مقتل 6 من المستوطنين اليهود".

وحسب المصادر، فإن "إسرائيل التي تتخوف من تداعيات انفجار مواجهة جديدة، شجعت عودة قوات حفظ السلام الدولية في الجولان وسمحت لعناصرها بالتمركز أيضاً في منطقة جبل الشيخ".

وحسب بوحبوت فإن "إسرائيل ستكون مطالبة باتخاذ قرارات مهمة بشأن سبل التعاطي مع إيران والمليشيات التابعة لها عندما تتوفر لديها معلومات استخبارية بشأن طابع أنشطتها المعادي في سورية، وضمن ذلك دراسة توجيه ضربات استباقية لها".

وأوضح أن "ما يفاقم التحديات أمام إسرائيل حقيقة أن أنماط التحرك السعودي ضد إيران وحزب الله في سوريا ولبنان قد أفضت إلى نتائج عكسية".

ولفت بشكل خاص إلى "إجبار الرياض رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري على الاستقالة بهدف إحراج إيران وحزب الله. وهي الخطوة التي فشلت بعد أن تراجع الحريري عن الاستقالة بمجرد عودته إلى بيروت".

ونبه بوحبوت إلى أن "الموقف الروسي من النفوذ الإيراني يكتنفه الغموض"، مشيراً إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلاحظ أن الروس لا يرون في تعاظم النفوذ الإيراني في سوريا مشكلة طالما لم يفض سلوك طهران إلى تهديد المصالح الروسية، وضمن ذلك الإقدام على خطوات تفضي إلى مواجهة شاملة بين إيران وحلفائها في سورية وبين إسرائيل".

واعتبر أن "المؤسسة الأمنية تقدّر بأنه بخلاف توجهات إيران وحزب الله فإن الأسد غير معني بأن يتحول النفوذ الإيراني إلى مصدر تهديد على إسرائيل".

ورأى أن "إسرائيل تقدر أنه على الرغم من أن الأسد يعي حجم الدور الذي لعبته إيران والمليشيات الحليفة لها في ضمان بقاء حكمه، إلا أنه في المقابل يعي أن حماية نظامه ومنع تحرك إقليمي أو عالمي يستهدفه يتطلب بقاء روسيا إلى جانبه".

وأضاف أن "مواجهة إيرانية إسرائيلية على الأراضي السورية تتناقض مع مصالح موسكو".

من ناحيته قدّر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، أن "فرص اندلاع مواجهة بين إسرائيل من جهة وإيران والمليشيات العاملة في سورية خلال العام 2018 تعاظمت بسبب تعاظم النفوذ الإيراني في سوريا وتأكيد إسرائيل عزمها على إحباطه".

بدوره كشف كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ناحوم برنيع، أن "التقدير الاستراتيجي للعام 2018 الذي أعده المركز، وسيقدمه اليوم الاثنين للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، يشير بشكل واضح إلى تعاظم فرص اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران وحلفائها".

وفي تحليل نشرته الصحيفة أخيراً انتقد برنيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسبب ما سماه "سياسته الخارجية القائمة على الانسحاب من أماكن التوتر ومن مسؤوليات الولايات المتحدة كقوة عظمى"، معتبراً أن "سلوك ترمب أفضى إلى تمكن إيران من بسط نفوذها في سوريا".