شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هجوما لاذعا على مستشاره السابق ستيف بانون، ونعته بالجنون وقلل من أهمية دوره، رغم أنه كان يوصف بصاحب دور محوري في وصول ترمب إلى البيت الأبيض.
وجاء هجوم ترمب، أمس الأربعاء، بعد الكشف عن مقتطفات مثيرة للجدل من كتاب جديد للكاتب مايكل وولف بعنوان "نار وغضب.. داخل بيت ترمب الأبيض"، يصف فيها بانون لقاء جرى بين نجل ترمب ومحامية روسية في الحملة الانتخابية عام 2016 بأنه "خيانة" و"غير وطني".
وقال ترمب في بيان "ستيف بانون لا علاقة له بي ولا برئاستي. عندما أقيل لم يفقد وظيفته فقط بل عقله كذلك".
وأضاف "الآن وقد أصبح وحيدا، يتعلم ستيف أن الفوز ليس بالسهولة التي أجعل الأمر يبدو عليها. لم يكد يكون لستيف دور في فوزنا التاريخي الذي حققه الرجال والنساء المنسيون في هذا البلد".
واعتبر ترمب أن بانون "يتظاهر بأنه في حرب ضد وسائل الإعلام التي يصفها بحزب المعارضة، لكنه أمضى وقته في البيت الأبيض يسرب معلومات مزيفة لوسائل الإعلام ليعطي نفسه أهمية أكبر مما كان عليه".
وقال "لم يكد ستيف يحظى بلقاء منفرد معي، ويتظاهر بأنه كان يتمتع بالتأثير من أجل خداع قلة من الناس غير المطلعين ومساعدتهم على تأليف كتب كاذبة".
وكان بانون يوصف بأنه مهندس علاقة ترمب باليمين القومي المتطرف، وأنه ساهم في صناعة جهاز إعلامي مؤيد لترمب، وكان من أكبر أقطاب قاعدته الانتخابية في صفوف اليمينيين.
وقاد بانون حملة ترمب قبل الانتخابات بفترة وجيزة، وعينه ترمب بعد فوزه كبير المخططين الإستراتيجيين في البيت الأبيض، ثم أقاله في أغسطس الماضي.
وتحدث بانون في كتاب مايكل وولف -المقرر إصداره الثلاثاء المقبل- عن لقاء عقد في يونيو 2016 بين دونالد ترمب الابن وجاريد كوشنر صهر ترمب وبول مانافورت رئيس حملة ترمب آنذاك مع مجموعة من الروس، مبديا سخريته واندهاشه من ذلك اللقاء الذي جرى في برج ترمب في نيويورك.
وقال بانون في الكتاب "رأى الثلاثة الكبار في الحملة أن من الجيد الاجتماع مع حكومة أجنبية داخل برج ترمب في قاعة المؤتمرات بالطابق الـ25 دون وجود محامين. لم يكن معهم أي محامين".
وأضاف "حتى لو كنت تعتقد أن اللقاء ليس خيانة وليس غير وطني أو قذارة -وأنا أعتقد أنه كل ذلك- فكان يتعين الاتصال فورا بمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)".
وتردد أن محامية روسية عرضت خلال اللقاء تقديم معلومات تمس سمعة المرشحة الديمقراطية للرئاسة آنذاكهيلاري كلينتون. وأصبح اللقاء فيما بعد جزءا من تحقيق فدرالي في شبهات التواطؤ بين حملة ترمب وروسيا في الانتخابات.
وكتاب وولف -الذي يقول إنه يستند على مقابلات مع ترمب وكبار مساعديه وسواهم- يذكر أيضا أن ترمب لم يكن يعرف من هو رئيس مجلس النواب السابق جون بينر، وأنه يأكل وجبات مطعم ماكدونالدز لاعتقاده أنها آمنة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن "الكتاب مليء بالمعلومات الكاذبة والمضللة من أشخاص ليست لديهم صلات بالبيت الأبيض أو تأثير فيه".