استنكر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين اعتراف إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بإذعانها لطلبات أمريكية وإسرائيلية بإغلاق العديد من الصفحات والحسابات تعود لنشطاء فلسطينيين، بزعم أنها تحوي على مواد "تحريضية"، مطالبًا بتنظيم حملة فلسطينية عربية دولية ضد إدارة فيسبوك لإجبارها على التراجع عن قرارها في دعم الاحتلال.
واعتبر المنتدى في بيان صحفي اليوم الخميس، أن هذا الاعتراف يؤكد ما حذرت منه أوساط فلسطينية طيلة الفترات الماضية، مشيرًا إلىأن هذا الاعتراف كشفه موقع "ذا إنترسبت" الأميركي.
وذكر المنتدى أن إدارة "فيسبوك" حذفت مئات الحسابات لنشطاء فلسطينيين من الضفة وغزة والخارج، وحتى للعرب ولنشطاء دوليين قاموا بالتضامن مع فلسطينيين، وأغلقت صفحات إخبارية فلسطينية أكثر من مرة، وحظر النشر فيها بشكل متكرر.
وطال الحذف أيضًا قنوات اليوتيوب، حيث حذفت عشرات القنوات الفلسطينية الكبرى، ولم تفلح أي محاولة لإعادتها، فيما قام انستغرام أيضًا التابع لفيسبوك بحذف بعض الحسابات.
ودعا المنتدى إدارة موقع التواصل الاجتماعي للاعتذار عن هذه الإجراءات التي تخالف حرية الرأي والتعبير، وإعادة فتح هذه الصفحات بأسرع وقت، مع ضمان عدم تكرار هذه الإجراءات التي تقف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في وجه الفلسطيني المدافع عن حقه وروايته.
وحذر من أن تطال هذه الإجراءات والمخالفات، النشطاء والصفحات الفلسطينية في مواقع ومنصات اجتماعية أخرى، مؤكدًا على أن هذه الاعتداءات بإغلاق حسابات فلسطينية سواء لمؤسسات أو شخصيات أو نشطاء فقط لدورهم في فضح ممارسات الاحتلال، امتداد للسياسية الإسرائيلية في ملاحقة الصوت والصورة الفلسطينية.
واعتبر أن تأثير الإعلام الرقمي وانتشاره الواسع وقدرته الكبيرة على فضح الرواية الإسرائيلية، دفع الاحتلال عبر أذرعه المختلفة لمحاربة النشطاء الفلسطينيين، وهو ما يستدعي موقفاً فلسطينياً وعربياً ومن أحرار العالم، لوقف هذه السياسة، ومنطق القوة التي يستخدمها الاحتلال لمواجهة كل رواية تفضحه.
وأكد على أن إغلاق الصفحات يُكمل سياسة الاحتلال في اعتقال النشطاء والشبان على خلفية منشوراتهم، وهو ما يظهر قوة الرواية الفلسطينية، ويستدعي العمل الجماعي والمتكامل لاستمرارها وتقويتها واستثمار كل المواقع والمنصات لفضح الاحتلال.
وطالب بتنظيم حملة فلسطينية عربية دولية ضد إدارة فيسبوك لإجبارها على التراجع عن قرارها في دعم الاحتلال الإسرائيلي وخدمته والكيل بمكيالين بعيدا عن المساواة وحرية الرأي والتعبير، داعيًا الأطر الصحفية والمؤسسات الإعلامية إلى اجتماع الساعة الواحدة يوم الاثنين القادم في مقر المنتدى للنقاش حول خطورة إجراءات فيسبوك وسبل مواجهتها.
وحسب الموقع الأمريكي، فإن إدارة "فيسبوك" لا تنكر إذعانها للعديد من الطلبات من الإدارة الأميركية ورغبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لحذف العديد من الحسابات لأشخاص تعتبرهم الإدارة الأمريكية أعداء، وجرى اجتماع في سبتمبر الماضي جمع بين ممثلين من "فيسبوك" وعدد من المسئولين الإسرائيليين، لتحديد الحسابات التي تريد حكومة الاحتلال من إدارة "فيسبوك" حذفها وتعود لنشطاء فلسطينيين يفضحون ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ووافقت "فيسبوك" على الطلبات الإسرائيلية، فحذفت العديد من الحسابات التي تعود لفلسطينيين يعبرون عن احتجاجاتهم على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة لحذف العديد من المواد التي تنشر عبر صفحات فلسطينية مختلفة بزعم "التحريض".
ولفت الموقع إلى تصريحات لوزيرة القضاء بحكومة الاحتلال والتي كشفت فيها عن أن حكومتها قدمت 158 طلباً لإدارة فيسبوك على مدى الأشهر الأربعة الماضية طالبة منه إزالة المحتوى الذي اعتبر تحريضاً، وأكدت أن فيسبوك نفذ 95% من الطلبات، في حين اعترف "فيسبوك" بغضه البصر عن منشورات تحريضية إسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقال الموقع "في المقابل يملك الإسرائيليون حرية فعلية في نشر ما يريدون ضد الفلسطينيين، وإن الدعوات الإسرائيلية لقتل الفلسطينيين أمر شائع في فيسبوك، وهي لا تزال مستمرة دون رادع".
وأشار إلى إحدى الدراسات التي أظهرت أن 122 ألف مستخدم إسرائيلي استخدموا كلمات ذات إيحاءات بالعنف ضد الفلسطينيين مثل "القتل أو الحرق"، وأن الفلسطينيين هم المتلقون الوحيدون للتعليقات التي تدعو للكراهية من قبل حسابات إسرائيلية.
ولفت في المقابل إلى أن إدارة "فيسبوك" لا تبذل أية جهود لوقف هذه المواد التحريضية، أو فرض رقابة على أي من ذلك، مؤكدًا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كثيراً ما يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ما يحوي على تحريض واضح على العنف ضد الفلسطينيين، ولكن لا يمكن تصور أن تقدم إدارة فيسبوك على استخدام سلطتها الرقابية ضد نتنياهو أو غيره من الإسرائيليين الذين يحرضون على العنف وشن الهجمات ضد الفلسطينيين.