أصدرت وزارة الإعلام رساله يعنوان "رسالة التحدي والمواجهة" هذا نصها:
الزميلات والزملاء مع حفظ الأسماء والألقاب
حارسات الحقيقة وحراسها
من أكناف القدس، عاصمة دولة فلسطين الأبدية بوابة السماء، نبتهل الى المولى عز وجل أن تتحقق أماني شعبنا بالاستقلال والاستقرار والنماء.
باسمي وباسم إخوانكم/أخواتكم في وزارة الاعلام بكل إداراتها ووحداتها ومكاتبها الفرعية، أتقدم من قيادتنا وعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ومن الحكومة برئاسة دولة الأخ د. رامي الحمدالله ومن شعبنا ومن الزملاء والزميلات العاملين في قطاع الاعلام بمؤسساته المتنوعة بأسمى آيات التهاني بالعام الجديد 2018.
ومع دخول انطلاقة ثورتنا عامها الثالث والخمسين، تترسخ أكثر إنجازات شعبنا، كمحصلة للحركة السياسية النشطة للقيادة الفلسطينية والأخ الرئيس "أبو مازن"؛ نبني لبنة لبنة وعلى كافة الأصعدة، لحماية شعبنا مخاطر كثيرة تُفرض علينا، ونستعيد أبجديات وحدتنا الوطنية، لمواجهة التحديات المفروضة علينا.
وللأسرة الاعلامية الفلسطينية، التي قدمت الكثير من الجهد والعمل، وواجهت بصلابة القابضين على الجمر، إعلامياً مهنياً ووطنياً، وتحمل رسالة الارث الحضاري الإنساني ومعاناة الأسير والجريح والشهيد، ومستقبل الأطفال الذين كبروا مع المعاناة التي صغرت أمام صلابتهم. لكم جميعاً ننحني تقديراً لهذا الجهد الذي سنكون بحاجة للمزيد منه لمواجهة التحديات المفروضة علينا.
نتمنى لكم عامًا حافلاً بالنجاح والإبداع، ونقدر عاليًا جهودكم خلال العام الماضي، والذي سطرتم فيه بطولات كبيرة، وانتصرتم لشعبنا ولقضيتنا العادلة، رغم إرهاب الاحتلال وملاحقته، واستجبتم لنداء الحرية، وبذلتم جهودًا جبارة لإيصال صوت فلسطين وصورتها لأرجاء الأرض، فكنتم خير سند وداعم لشعبنا، ومثلتم إرادة الفولاذ التي واجهت عين النار.
في مستهل هذا العام، نواصل حرصنا على إسنادكم بكل ما أوتينا، ولن نبخل عليكم بالبحث عن كل نافذة للمساهمة في توفير الحماية لكم من بطش الاحتلال، وقد تواصلنا مع مجلس الأمن الدولي، والمفوض السامي لحقوق الانسان، واليونسكو، والاتحاد الدولي للصحافيين، ومنظمة "مراسلون بلا حدود"، ومنظمات عربية ودولية؛ ولأننا نؤمن بتكاملية عمل مؤسساتنا كان التنسيق عالياً ومتواصلاً مع بيتنا جميعاً، نقابة الصحافيين، ومع وزارة الخارجية والمغتربين وسفراء دولة فلسطين في اصقاع العالم، ومع هيئة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، للمضي في دعمكم، ورفع يد العدوان عنكم، وخضنا معركة قضائية مع الاحتلال عقب عدوان تشرين الأول الشرس على مؤسساتنا الإعلامية، لم يستثن حتى مطابعنا ودور نشرنا. يأتي كل ذلك في ظل تحريض اسرائيلي تقودة جوقة الاحتلال بمؤسساته السياسية والعسكرية والقضائية والحزبية والإعلامية تم رصده وتوثيقه بالصوت والصورة والحرف بلغ حد القتل.
وبالرغم من الظروف الاستثنائية والحرجة، واصلنا رسالتنا في رحاب الوطن من جولات ميدانية وعقد دورات تدريبية هدفها جودة المضمون والارتقاء بالأداء؛ وتابعنا جهدنا في مناقشة مسودة تعديل قانون المطبوعات والنشر، وواكبنا تحديث أنظمتنا الخاصة بمحطات المرئي والمسموع.
لقد كان عام 2017 حافلاً بالتحدي والصعاب، وخضتم فيه بطولات فردية وجماعية، في التصدي لعقلية الاحلال وفرض الجسور والبوابات وكاميرات التجسس على مداخل المسجد الأقصى المبارك، ولمجابهة الإعلان الأمريكي الظالم ضد شعبنا وعاصمتنا الأبدية، ومتابعة إضراب أسرى الحرية في نيسان، وأبدعتم في متابعة قضايانا العامة وخاصة التعداد العام الثالث للسكان والمساكن والمنشآت، واحتفالات عيد الميلاد المجيد، وغيرها، وكنتم المنبر التنموي والإنساني البّناء.
وتابعنا عبر منابر جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الإعلام العرب، واللجنة الدائمة للإعلام العربي، تنسيق جهود موحدة لإعلان القدس عاصمة دائمة للإعلام العربي، وإطلاق حملات إعلامية داعمة لزهرة المدائن، وشاركنا بمجلس وزراء إعلام منظمة التعاون الإسلامي في دورتها الحادية عشرة، التي عقدت بجدة بالمملكة العربية السعودية، وقرعنا فيه أجراس الخطر، حيال ما تتعرض له القدس وفلسطين من محاولات الأسرلة والإرهاب والعدوان.
وفخرنا هذا العام، بخلاف ما عشناه من سواد وقهر، باستمرار تميزكم، ونيلكم جوائز محلية وعربية ودولية وأوسمة رفيعة، اثبتت للقاصي والداني العين المهنية العالية لكم، والإحساس الرفيع لسدنة الحقيقة، وأمناء أسرارها.
نجدّد في رسالتنا الحرص على اتباعكم قواعد السلامة المهنية، وخاصة خلال التغطية الاعلامية للعدوان الشرس الذين يلاحقنا جميعاً، ويطارد أطفالنا وزهراتنا وشيبنا وشباننا، ونأمل منكم تزويدنا بكل انتهاك تتعرضون له من بطش وتنكيل وإعاقة؛ لنواصل جهودنا في متابعته عبر الأطر الدولية. كما نذكر بأهمية أخلاقيات المهنة، وخاصة التي تحترم قواعد النشر لصور الشهداء، ولا تتسرع في نقل أسماء كواكب حريتنا قبل إبلاغ عائلاتهم من خلال جهات الاختصاص، وعدم نقل صور مؤلمة لضحايا حوادث الطرق وغيرها، والتسلح بمهنية عالية في احترام الخصوصية.
رسالتنا هي تجديد التأكيد أن الحرية الإعلامية حق كفله القانون الأساسي، وليست منة من أحد، ولا مساومة عليها تحت أي ظرف.
المجد لشهداء الأسرة الإعلامية، والحرية لأسراها، والشفاء لجرحاها.
وكل عام وأنتم ورسالتكم وصوتكم بخير وحرية
أخــــــــــــــوكـــم
د.محمـــــــود خليفــــــــــــة
وكيـــــــــــل الــــــــــوزارة
القــــــــائم بأعمــــــال الــــــــوزارة