بعث المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة لكل من رئيس مجلس الأمن (كازاخستان)، والأمين العام للأمم المتحدة، ولرئيس الجمعية العامة، بشأن الحالة الحرجة المستمرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خاصة الواقع الخطير الذي يواجهه الأطفال الفلسطينيون كنتيجة مباشرة للاحتلال العسكري الإسرائيلي.
وقال منصور في رسائله: إنه على مدار نصف قرن من الاحتلال، ظل الأطفال الفلسطينيون يتحملون وطأة سياسات وممارسات إسرائيل القمعية وغير القانونية يوما بعد يوم، فهم لا يعرفون إلا بؤس الحياة تحت الاحتلال، ويشهدون جيلا بعد جيل انتهاكات لحقوقهم وجرائم وحشية ضدهم وضد أسرهم وأراضيهم، كما يرون إفلات الاحتلال المجرم من العقاب والمحاسبة، مما يشعرهم بالظلم واليأس الشديد.
وتابع: ما يشهده الشعب الفلسطيني من حملات الاعتقال الجماعي التي تقوم بها إسرائيل في جميع أنحاء دولة فلسطين المحتلة، هي جزء لا يتجزأ من إجراءات العقاب الجماعي التي تتنافى بشكل واضح مع اتفاقية جنيف الرابعة و لوائح لاهاي التي تحظر العقوبة الجماعية على وجه التحديد. ومع ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية قمع الفلسطينيين واحتجازهم بصورة تعسفية بالآلاف.
وأوضح منصور أن شهادات الأطفال أفادت بأن 86% من الأطفال الفلسطينيين تعرضوا لشكل من أشكال العنف الجسدي أثناء اعتقالهم أو استجوابهم ، بما في ذلك التقارير عن التعذيب، والحرمان من النوم وتعرضهم لأساليب استجواب قسرية وعنيفة تهدف إلى انتزاع الاعترافات منهم.
وبشأن ما حدث مع عائلة التميمي، قال: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت منزل عائلة التميمي في قرية النبي صالح بالضفة الغربية في منتصف الليل بينما كانت الأسرة نائمة واعتقلت الطفلة عهد البالغة من العمر 16 عاما، كما اعتقلت والدتها من المحكمة في اليوم التالي حينما حاولت الدفاع عنها، وكانت المحكمة العسكرية الاسرائيلية وجهت الاتهام الى عهد بـ"مهاجمة" اثنين من قوات الاحتلال، ومن المقرر عقد جلسة استماع نهائية في 15 كانون الثاني الجاري.
وقال: "إن مواجهة عهد الأخيرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلية ليست أول مواجهة لها، حيث تعرضت عائلتها للعنف الشديد واليومي من قبل قوات الاحتلال، ومن الواضح أنه ليس هناك شيء طبيعي في حياة عهد، وينطبق الشيء نفسه على مئات الأطفال الفلسطينيين الآخرين الذين يشهدون ويتحملون نفس النوع من المآسي على يد محتل لا يرحم، عهد مثل جميع الأطفال الفلسطينيين الآخرين يتوقون إلى عيش حياة خالية من الاحتلال والعنف - حياة حيث يمكن أن يكبروا في سلام وأمن وكرامة الإنسان".
وطالب منصور السلطة القائمة بالاحتلال، أن تنهي فورا جميع انتهاكاتها ضد الأطفال الفلسطينيين وأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك، في جملة أمور، اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها الاختياري المتعلق باشتراك الأطفال في الصراعات المسلحة، ويجب الإفراج عن جميع السجناء والمعتقلين الفلسطينيين، ولا سيما الأطفال مثل عهد، من مرافق الاحتجاز والسجون الإسرائيلية.
وفي الختام، قال السفير رياض منصور: "يجب على اسرائيل أن تدرك أنها يوما ما ستحاسب على جميع انتهاكاتها لحقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني واحتلالها غير الشرعي واستعمارها أرضه، لقد آن الأوان لإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب التي سمحت لإسرائيل بارتكاب الجرائم الخطيرة ضد شعب بأكمله".