أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان التزام الأمم المتحدة ودعمها للتطبيق الكامل لمضامين اتفاق السلام الليبي، ودعا الليبيين إلى تحقيق توافق سياسي شامل قبل إجراء الانتخابات.
وأضاف فيلتمان بعد لقائه رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في طرابلس أنه يجب أن تكون هناك نهاية للمرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، وأكد على ضرورة تهيئة الظروف الأمنية الملائمة لإجراء الانتخابات.
وقال إن الأمم المتحدة ستعمل من خلال مبعوثها إلى ليبيا غسان سلامة على تهيئة المناخ السياسي والأمني والتقني والتشريعي حتى تتحقق تطلعات الشعب الليبي في إنجاز انتخابات شاملة قبل نهاية هذا العام.
وأوضح أن "استطلاعات الرأي تبرهن على الدعم القوي لغالبية الليبيين للمشاركة في انتخابات ذات مصداقية هذا العام". وأشار إلى وجود "نجاحات في تسجيل الناخبين. ففي شهر واحد سجّل أكثر من نصف مليون إضافي في قوائم الانتخابات".
وقال فيلتمان إن "الانتخابات الحقيقية تتطلب فهما للاتفاقات السياسية وتوفر الظروف الأمنية التي تسمح بتنظيمها في كل أرجاء ليبيا".
وأشار إلى أن دعم الشعب للانتخابات واضح "ونحن سنقوم بواجبنا في توفير الظروف السياسية والأمنية واللوجستية لتمكينه من تحقيق تطلعاته".
وكان السراج قد أكد الالتزام بإجراء الانتخابات في ليبيا خلال 2018، وأنه لن يسمح بوجود فراغ تملؤه الفوضى والانتهاكات ويتسلل إليه التطرف والإرهاب، داعيا الليبيين في الداخل والخارج للتسجيل والمشاركة في الانتخابات.
وأوضح أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بدأت التجهيز للاقتراع، وأن دولا ومنظمات وافقت على المساهمة في التجهيز والإشراف والمراقبة، مؤكدا أن تحقيق الاستقرار في ليبيا يحتاج إلى جهد جميع الليبيين.
من جانبه قال سفير إيطاليا لدى ليبيا جوزيبي بيروني إنه "يجب على ليبيا تجاوز المرحلة الانتقالية الراهنة، وأن تكون هناك في البلاد مؤسسات دائمة، وهذا لا يتأتى إلا عبر انتخابات برلمانية ورئاسية، تحقق المصالحة الوطنية والاستقرار".
وذكر بيروني أن إجراء انتخابات في ليبيا لا يقلل من أهمية عمليات أخرى، كاستمرار الحوار بين المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، والاستفتاء على الدستور، إذ كلها تسير في نفس الاتجاه، إلا أنه لا يمكن تجنب الانتخابات.
وكان حفتر قد أعلن دعمه لإجراء انتخابات واستعداده لحمايتها، وجاء موقفه هذا بعد تلويحه مرارا بالحسم العسكري ورفضه الخضوع لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.
وفي انتظار صدور قانون جديد للانتخابات، تستمر المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا في استعدادتها للانتخابات العامة المرتقبة، وذلك من خلال تسجيل الناخبين وترقيم مراكز الاقتراع. وذكرت المفوضية في صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك أن عدد المسجلين الجدد من السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي بلغ 397 ألفا، في حين تجاوز العدد الإجمالي للناخبين المسجلين 1.85 مليون ناخب مسجل.