خطاب الكونغرس: انتصار لنتنياهو/ هزيمة لإسرائيل

thumb
حجم الخط

الديمقراطيون في الولايات المتحدة غاضبون على رئيس الحكومة نتنياهو. غاضبون جدا. إن الخبير بالبروتوكول الأميركي يعرف أن مقاطعة الخطاب المتوقع في الكونغرس من قبل كبار اعضاء الحزب، وخاصة من قبل رئيس مجلس الشيوخ، ونائب الرئيس جو بايدن، هي ضربة لم يسبق لها مثيل لرئيس دولة صديقة كاسرائيل. 
على نتنياهو الغاء خطابه. عمليا ليس أمامه خيار معقول. اذا قام بذلك يمكنه أن يصور الالغاء كتضحية من اجل أمن اسرائيل، وكما هو دارج لديه، من الحرب في غزة وحتى اقامة 14 ألف وحدة سكنية في «المناطق» المحتلة اثناء المفاوضات السياسية – كل شيء من أجل الامن.
في الأيام الأخيرة تسليتُ بعدد الأسباب أو المبررات التي يمكن أن يطرحها نتنياهو على جون باينر، شلدون أدلسون، ومصوتي «الليكود»، بخصوص لماذا يجب الغاء الزيارة: رجال «حزب الله» يقفون خلف الجدار في لبنان، كلبه أكل الخطاب، لم يأخذ التطعيم ضد الديمقراطية، السرير الزوجي في الطائرة مُتهاوٍ، لا توجد بوظة بالفستق في واشنطن، سارة غير موافقة.
من جهة اخرى، يمكن أنه في هذه المرحلة ليس هناك سبب لالغاء الخطاب المختلف فيه. الضرر لاسرائيل وقع بالفعل، وهو ضرر كبير. لقد عملت أمام اربع ادارات أميركية بتنسيق كامل في السياسة والاستراتيجية بين الحكومتين. الأميركيون أسخياء تجاه اسرائيل: 4 مليارات دولار كمساعدة أمنية سنوية تشهد على ذلك. لكن ثمة أمر واحد لا يمكنهم المرور عليه مرور الكرام: المس بالرئيس في ساحته السياسية. سيتم النظر الى ذلك كعمل خياني تجاه حليف، ولن يغفروا لنتنياهو.
اضافة الى ذلك هذا خطاب فارغ. ليس لنتنياهو بصيص أمل في تغيير أي حرف واحد من مضمون الاتفاق الذي يتبلور بين الولايات المتحدة وايران بهذه الطريقة. البديل كان عن طريق نقاش استراتيجي مع الرئيس والتنازل له في مواضيع سياسية اخرى. يبدو أن الاتفاق لن يتبلور في نهاية آذار، لكن ايضا في الاشهر المتبقية الى حين الانتهاء منه، لا يوجد أحد ذو تأثير في الموضوع يوافق على الاصغاء لنتنياهو. منذ الآن يقلل الأميركيون من وضع نتنياهو في صورة ما يجري.
الجمهور الهدف لرئيس الحكومة ليس الكونغرس، لكنه المصوت اليميني الذي يتأرجح بين «الليكود» و»اسرائيل بيتناط. الجمهور الهدف هو الذي يرى في اوباما عدوا بسبب مواقفه بخصوص الموضوع الفلسطيني، والذي يقتنع بالقوة غير المحدودة لاسرائيل حتى من غير الولايات المتحدة، وحتى من غير الأوامر الالهية. جمهور أصولي يسجد لبيبي وبينيت. تحالف «الاخوة اليهود» الذي يعرض للخطر ليس فقط المصالح الاساسية جدا للدولة بل ايضا الهوية الديمقراطية لاسرائيل من خلال ثيوقراطية يهودية. يحتمل في مرحلة متأخرة أكثر، اذا نجحوا، أن يجدوا لغة مشتركة مع طهران، ولكن ليس مع واشنطن.
لهذا ليس مهما اذا كان سيكون هناك خطاب أم لا. يبدو أن نتنياهو قد نجح في مهمته، فوز لرجل وهزيمة لدولة.

عن «معاريف»