يرحل الماضي ولا يترك لنا إلا الحنين إليه، وها هنا تتجدد الذكريات، فذكريات الطفولة هي الذكرى الجميلة التي نزورها بين وقت وآخر، ونجد فيها محطة نستريح من عناء وعقد الحاضر.
فالأيام تمر وتمر السنوات تنقضي واحدة تلو الأخرى، وتتعدد الأحداث في حياتنا ونكبر عامًا بعد عامٍ، ولكن يبقى الحنين إلى الماضي إلى الطفولة إلى البراءة.
و"الفيسبوك" كان أحد الوسائل التي أعادتنا إلى طفولتنا من خلال تدشين صفحات؛ كي يلتقي من خلالها أصدقاء الطفولة، ويتم استعادة الذكريات التي مر عليها الكثير من السنوات والتي كاد معظمنا قد تناساها في ظل المشاكل اليومية التي تعصف بنا.
وحول الدوافع لإنشاء مثل تلك الصفحات، قالت (أ.ح) أدمن الصفحة وهي خريجة آداب إنجليزي من الجامعة الإسلامية بغزة ومقيمة حالياً بألمانيا، إن فكرة "الجروب" جاءت من خلال استرجاعها وشقيقاتها للذكريات الجميلة القديمة مع صديقاتهن، حيث لاحظن بمجرد إنشاء الصفحة النشاط والتفاعل والشعور الجميل من قبل العضوات.
وأضافت (س.ح)، أن ما دفعها لإنشاء الصفحة هو الحنين لأيام الطفولة وسط ضجيج التقدم التكنولوجي والبساطة والهدوء الذي كانت تتمتع به في فترة الطفولة، مشيرةً إلى أنه كان لديها فضول لرؤية صديقات المدرسة لمعرفة ما حلَّ بهن من ظروف حياتية.
وأوضحت (ر.م)، بأن الحنين للماضي هو ما جعلها تنضم لهذه الصفحة أملًا في استرجاع الذكريات مع صديقات المدرسة والتي من وجهة نظرها أنها لا تعوض بكنوز الدنيا.
وفيما يتعلق باحتمالية اللقاء المباشر مع صديقات الطفولة، أشارت (ن.س)، إلى أنها تعرفت على بعضهن من خلال الصفحة، كما وتأمل بأن تلتقي بهن وجهًا لوجه؛ وذلك للعودة إلى الزمن الجميل بكل ما فيه من طفولة بريئة وصداقة حقيقية بعيدة عن ضجيج الحياة اليومية.
وبدورها، تمنت (م.ح) بأن تنتشر الصفحة وتضم عددًا أكبر من فتيات وسيدات غزة، وتكون الصفحة عبارة عن خيوط من حرير تنسج حول قلوب مئات الفتيات داخل القطاع وخارجه، وإعادة ميثاق الصداقة وتوثيق العهد وتأكيد أواصر المحبة والتي أنشئت الصفحة من أجله.