أظهر تحليل اسرائيلي أن التقديرات الاستخبارية والأمنية لدى الأجهزة الأمنية، تشير إلى أن السنوات الطويلة من الاستهداف للمقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية من خلال التنسيق الأمني، أو من خلال الاستهداف المباشر لم يضع يحدَّا للعمليات الفردية.
وتحت عنوان" إضعاف حماس أدى إلى خلق تهديد استخباراتي، والعمليات الاستشهادية استبدلت بمقاومين منفردين غير منظمين"، نشرت صحيفة هآرتس تحليلاً يبرز كيف أن "فكر المقاومة" انتقل من حالة المركزية إلى عدم المركزية، ولم يتأثر باستهداف التنظيمات السياسية كحركة حماس.
وتشير الصحيفة في تحليلها إلى أن "الجيش والشاباك يصنفون هذا النوع من العمليات على رأس قائمة العمليات الخطيرة"، كون المنفذ لا يترك خلفه بصمة تدل عليه.
وتدلل الصحيفة على ذلك من خلال مثال ما حدث في عملية وادي الحرامية في عام 2002؛ حيث كان سلاح القناص الأسير ثائر حماد حليفاً له، في حين أن منفذ عملية مستوطنة "دوليف" التي وقعت الجمعة الماضية أطلق رصاصة من سلاح قصير من مسافة الصفر، هذا يعني أنه تحدى كل الاحتياطات الأمنية، ودرَس المنطقة بكل دقة وتخطيط.
وتطرح الصحيفة سؤالها حول إن كان بالإمكان وقف وقوع ذلك قبل حدوثه مرة أخرى، لأنه بالمنظور الاستخباراتي يصنف بالأخطر.
وتشير الصحيفة إلى أن منفذ العملية الجريئة يوم الجمعة، استطاع أن ينفذ العملية، ويغادر مكان العملية.
وتعترف الصحيفة بضعف المؤسسة الأمنية الاسرائيلية في مواجهة مثل هذا النوع من عمليات المقاومة، وأنها تعتمد على "أجهزة أمن السلطة الفلسطينية" في الحصول على معلومات تساعدها في مثل هذه الحالات.
وتضيف الصحيفة، إن العمل المشترك ما بين قوى السلطة وأمن الاحتلال أضعف أداء الجناح العسكري لحماس، على حد زعم الصحيفة، إلا أن هذا الإضعاف انعكس بشكل سلبي من خلال عودة العمل بطريقة "فردية وغير مركزية".
وفي ختام تحليلها، تشير الصحيفة إلى أن هذا الاستهداف للمقاومة الفلسطينية، شكل سلبيات من الناحية الاستخباراتية من وجهة نظر الشاباك؛ إذ خلق بديلا في العمليات الفردية النوعية، والسبب في ذلك بقاء التفكير والتخطيط للعمليات حبيس رؤوسهم لحين التنفيذ.
بدورها، كتبت القناة السابعة العبرية تقول إنه بعد 48 ساعة من عملية يوم الجمعة، فإن مصادر مقربة من المؤسسة الأمنية تعترف بأن الهجوم ليس من تخطيط فرد واحد كما ادّعى الجيش خلال اليومين الماضيين، ووفقاً للمصادر فإن من الواضح أن هناك مساعدين ومتعاونين كانوا في طريقهم لمساعدة المهاجم إذا ما كان هناك خطر على حياته، ثم أنقذ بعيداً عن منطقة العملية واقتادوه للاختباء والاختفاء.