يواصل المجلس المركزي الفلسطيني اجتماعاته ضمن الدورة الـ28، لليوم الثاني على التوالي في مدينة رام الله بالضفة الغربية للمرة الأولى منذ مارس 2015، تحت عنوان: "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
وتنعقد هذه الدورة الطارئة عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، حيث جاء الاجتماع للتأكيد على الموقف الوطني الفلسطيني الموحد، وبحث الخيارات التي سيتم بموجبها مواجهة القرار.
ويغيب عن الاجتماعات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بعد أن قدمتا اعتذاراً عن الحضور بسبب مكان الانعقاد وعدم مقدرة الاجتماع من منظور الحركتين على تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، حيث حضر الاجتماع حوالي 90 عضواً من أصل 120 عضو أي باكتمال النصاب القانوني لانعقاده.
خطاب الرئيس
وصف المحلل السياسي أكرم عطا الله، خطاب الرئيس محمود عباس أمس، في جلسات المركزي بالحاد والصريح، خلافاً عن الخطابات السابقة، خاصة أنه حمل المسؤولية للاحتلال وأمريكا وبعض الأنظمة العربية.
من جانبه، قال المحلل السياسي جهاد حرب: إن "الخطاب لم يكن مغايراً عن الخطابات السابقة التي قدمها الرئيس والناطق باسم الرئاسة، وإنما كان فيه توجهات مستقبلية لقرارات المجلس المركزي".
في حين اعتقد المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن الخطاب لم يرتقٍ للمستوى المطلوب لطموحات الشعب الفلسطيني، مضيفاً: "الخطاب لم يحمل إلا ترجمة تاريخية لا قيمة لها".
وتوقع عطاالله، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أن يتم ترجمة القرارات التي حملها خطاب الرئيس عباس على أرض الواقع، بحيث يتم إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن هذا القرار من أبرز ما سيُنتجه اجتماع المجلس المركزي.
وبيّن حرب، أن خطاب الرئيس تناول الملفات التي تضمنتها الخطابات السابقة، وذلك فيما يتعلق برفض صفقة "ترامب" وعدم قبول أي مفاوضات مستقبلية والتركيز على المقاومة الشعبية، بالإضافة إلى استمرار محاربة الإرهاب ومحاسبة أي دولة تقوم بنقل سفاراتها للقدس، وفقاً للقرارات العربية السابقة.
كما أكد الصواف، على أن الخطاب لم يحمل مضامين جديدة سوى تكرار المواقف السابقة التي تخدم المشروع الإسرائيلي، والإصرار على المضي باتفاقية "أوسلو".
غياب حماس والجهاد
أشار عطا الله، إلى أن غياب حركتي حماس والجهاد لن يؤثر على مخرجات المجلس المركزي، كونها هي صاحبة القرار في ذلك، وأن النصاب القانوني للجلسة مكتمل الأركان.
فيما اعتبر حرب، أن حركتي حماس والجهاد أخطأتا في عدم المشاركة بجلسات المركزي، خاصة في ظل التداعيات الأخيرة التي تواجه مدينة القدس والقضية الفلسطينية برمتها، مضيفاً: "أنه في حال حضورهما لن يكون لهما تأثير في صياغة البيان الختامي للمجلس المركزي".
وبيّن الصواف، أن الرئيس تجاهل دعوة الكل الفلسطيني، ولذلك قررتا الحركتين عدم حضور جلسات المركزي، خاصة أن الحركتين مدركتا أن حضورهما سيكون بروتوكولياً فقط دون أي تأثير.
المطلوب من الاجتماعات
دعا عطاالله، إلى إعادة بناء المؤسسة الفلسطينية، في ظل عدم مقدرتها على توفير الحد الأدنى للمطالب الفلسطينية العادلة، لافتاً إلى أن الخطاب وحده لا يمكن أن يشكل أرضية مناسبة لتطبيق القرارات وتفعيلها.
وشدّد حرب، لمراسل "خبر"، على ضرورة الانتقال من مرحلة الخطاب الإعلامي إلى العمل الميداني من خلال تفعيل المقاومة الشعبية، وتحديد برنامج وطني ينسجم ويتلاءم مع المسارات السياسية التي يرنو الرئيس عباس لتحقيقها في السلك الدبلوماسي.
ورأى الصواف، أن مخرجات المركزي لن ترتقي إلى قرارات حاسمة تلبي طموح الشعب الفلسطيني، أو الخروج باستراتيجية قائمة على أساس إنهاء أوسلو، وذلك في ظل تولي الرئيس محمود عباس زمام السلطة.
مآخذ خطاب الرئيس
أكد حرب، على أن الخطاب يفتقر إلى نقص الأدوات والآليات لمواجهة الاحتلال، بالإضافة إلى عدم انخراطه بشكل فعلي مع الجمهور الفلسطيني، وبالتالي هذا يحتاج إلى مراجعة الحريات العامة والتشريعات وسياسية العمل الميداني.
وأوضح الصواف لـ"خبر"، أن خطاب الرئيس يميل للاستعراض التاريخي والأسلوب الهزلي، ما يعطي مؤشراً واضحاً بأن مخرجات المجلس المركزي، لن ترتقي للمستوى الشعبي والسياسي.