"البيت الأكاديمي" يتعهد بفضح عنصرية المناهج الإسرائيلية

التقاط.PNG
حجم الخط

 أكد باحثون وأكاديميون فلسطينيون أن المناهج التعليمية الإسرائيلية تحريضية وعنصرية، وتنفي الوجود الفلسطيني، وتغرس مفاهيم العداء والكراهية للعرب والمسلمين، محذرين من خطورة مضامين المناهج الإسرائيلية التي تزخر بمظاهر الكراهية المشجعة على العنف والإرهاب.

 

جاء ذلك خلال حلقة النقاش الثانية التي عقدها "البيت الأكاديمي" بعنوان (العنصرية والتطرف في المناهج الإسرائيلية)، ضمن حملة "مناهجنا رمز سيادتنا، بحضور عدد من الباحثين والأكاديميين، وممثلي الجامعات الفلسطينية. وخلال حلقة النقاش أكد ممثلو الجامعات الفلسطينية على الأهمية البالغة لحملة "مناهجنا رمز سيادتنا" ودورها في حماية الهوية الوطنية للمناهج الفلسطينية، ولفت الأنظار إلى المناهج الإسرائيلية ومضامينها العنصرية والعدوانية.

 

وأكد مدير جامعة فلسطين فرع الشمال د. نادر أبو شرخ على ضرورة تشكيل لجنة لصياغة ووضع التوصيات الناتجة عن حلقات النقاش والعمل على نشرها ورفعها للقيادة الفلسطينية، ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية لاتخاذ ما يلزم لتحصين مناهجنا من التدخلات الخارجية والتنبيه إلى خطورة عنصرية المناهج الإسرائيلية.

 

فيما قال نائب عميد الكلية المتوسطة في جامعة الأزهر د.رامي رابعة حول المناهج الإسرائيلية، تتنكر الوجود التاريخي العربي والإسلامي في القدس، وتدعي أن سائر دور العبادة الإسلامية والمسيحية أقيمت على أنقاض معابد يهودية، مشددا على أهمية فضح العنصرية الإسرائيلية إلى أمام المنظمات الدولية.

 

من جهته بين مدير العلاقات العامة في جامعة غزة أ. رامي عودة ، أن المناهج الإسرائيلية تشوه صورة الإنسان العربي وتروج مزاعم تدعي أنه همجي ومتوحش مما يدعم السلوك العدواني في نفوس الإسرائيليين تجاه العرب وتسهل ارتكاب الأعمال الإجرامية ضدهم. داعيا إلى ضرورة تسخير الإعلام في فضح العنصرية والتطرف في المناهج الإسرائيلية.

 

وقال منسق البيت الأكاديمي أ.يحيى المدهون "إن المناهج الإسرائيلية تعكس طبيعة المجتمع الإسرائيلي المحتل لأرضنا وهي لا شك مناهج تشجع على العنف وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، باعتبارهم أعداء وخاضعين أذلاء، ومحملة بمظاهر الكراهية والعنصرية".

 

لافتا إلى أن فعاليات البيت الأكاديمي قد تتطور باتجاه العمل الميداني احتجاجا على تكدّس المناهج الإسرائيلية، واكتظاظها بالتحريف والتزوير المفتعل للحقائق التاريخية.

 

وقدم المختص في الشئون الإسرائيلية أ.أنور صالح ورقة بحثية بعنوان "التضليل وتزوير الحقائق في المناهج التعليمية الإسرائيلية"، مؤكدا أن صياغة المناهج الإسرائيلية تتم بما يتواءم مع أهداف الصهيونية، وجميعها اعتمدت على تزوير وتحريف التاريخ الفلسطيني، وأوصى صالح بضرورة تعليم اللغة العبرية ودراسة مناهج الاحتلال وفضحها.

 

وفي السياق ذاته استعرض المختص في الشئون الإسرائيلية أ.عاهد فروانة دراسة بعنوان "صورة العرب والمسلمين في المناهج الإسرائيلية" مشيرا إلى أشكال العنصرية والتحريف والأكاذيب التي تحفل بها المناهج في المراحل الدراسية، كمحاولة اثبات الحق اليهودي ونفي الحق الفلسطيني، واحتقار العرب وكراهيتهم. ودعا فروانة إلى ضرورة التصدي للروايات الصهيونية وفضح العنصرية والضغط من أجل تغيير المناهج الإسرائيلية.

 

وخلال استعراضه لورقة بحثية بعنوان: "التحريض على فلسطين والفلسطينيين في المناهج الإسرائيلية" قال أ.باسل خضر"أن المناهج الإسرائيلية لها دور تحريضي يعزز كراهية الإسرائيلي للعرب والمسلمين، وتحث على قتلهم واقتلاعهم من فلسطين، وأوصى بضرورة تركيز الجهود الإعلامية على العنصرية والتطرف والتزوير في المناهج الإسرائيلية، وعقد مجموعة متنوعة من الفعاليات الإعلامية والميدانية في هذا المجال.

 

وفي الإطار ذاته تقدم أ.محمود الاسطل بورقة بحثية بعنوان: "في ظلال العنصرية والتطرف في المناهج الصهيونية" مشيرا إلى العلاقة الجدلية بين العنصرية والتطرف والعنف في بنية الكيان الصهيوني وقال "كلما زادت إسرائيل في عنصريتها زادت في تطرفها وعنفها في مواجهة الآخر الفلسطيني".

 

وبدوره قال د.عماد الكحلوت أن دولة الاحتلال تقوم على اساس التمييز العنصري ضد البشرية وخاصة الفلسطينيين، موصيا بضرورة تشكيل وعي فلسطيني قادر على دحض الافتراءات والادعاءات الإسرائيلية.

 

بينما ركز د.ماهر جودة على المادة العلمية الموجودة في المناهج، وقارن بين المناهج الاسرائيلية التي تمتلئ بالمعلومات والموضوعات التي تخص القضايا اليهودية، في ظل افتقار المناهج الفلسطينية للموضوعات الوطنية مثل القدس والأسرى وغيرها من القضايا.

 

وأشار د.نائل يحيى إلى أن اليهود يهاجمون الديانات السماوية غير اليهودية، ويعتقدون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنهم شعب الله المختار ميزهم لذاتهم على جميع البشر، وهذا دليل واضح على عنصريتهم.

 

طالب د. أحمد عطالله بتفعيل اللجان التشريعية والتنفيذية بالوطن لمراقبة المناهج الإسرائيلية المعادية للعرب والمسلمين وفضحها دولياً وكشف توجهاتها التحريضية.

 

من جانبها قالت أ.إيمان خضورة "أن إسرائيل دولة قائمة على القمع وأجيالها المتعاقبة يحملون مشاعر الكراهية ويعتدون على شعبنا وينتهكون حقوقه المشروعة" معللة ذلك بدور المناهج الإسرائيلية في غرس روح العداء والعنصرية البغيضة ضد العرب والمسلمين.

 

وفي السياق ذاته أشادت د.حنان المدهون بالمناهج الفلسطينية ودورها في تعزيز قيم الانتماء للوطن مؤكدة بأن المناهج الفلسطينية تسودها الاعتدال والوسطية وتبتعد عن مظاهر التشدد وتركز بشكل كبير على القيم والأخلاق والتمسك بالثوابت الوطنية.

 

بينما تطرقت أ.نسرين القطروس إلى حالة العداء التي تتضمنها المناهج الإسرائيلية حيث أنها تصف الإنسان الفلسطيني بالإرهابي والرجعي والإجرامي، وتشجع على الخلاص منه، مؤكدة بأن السياسة التعليمية الإسرائيلية عنصرية وعدائية يجب مجابهتها والتصدي لها.

 

وفي نهاية حلقة النقاش أجمع المتحدثون على سوء وعدوانية المناهج الإسرائيلية بما تحمله من مشاعر الحقد والعداء والتحريض ضد العرب والمسلمين تسهم بشكل واضح في تشكيل وعي إسرائيلي مغلوط ومزيف ومضلل له انعكاسات خطيرة ومدمرة على القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها.