أثار عرض مسلسل "حارة اليهود" في مصر جدلاً داخل الأوساط الإسرائيلية والمصرية على حد سواء.
وأشادت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بالمسلسل لتقديمه صورة إيجابية عن اليهود، بينما طالب بعضها بالتريث لحين الانتهاء من عرضه.
كما أشادت سفارة إسرائيل بمصر بهذا العمل الدرامي، لأنه -حسبها-يُظهر الجانب الإنساني لليهود، كما اعتبرته وسائل إعلام إسرائيلية نتاجاً للعهد الجديد في مصر.
وفي المقابل، اعتبر مصريون مسلسل "حارة اليهود" تكريسًا للعهد الجديد الذي يشهد تقاربًا في العلاقات مع "إسرائيل" بعدما حصل مع الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو (تموز) 2013.
أما مؤلف المسلسل مدحت العدل، فقد اعتبر أن هذا العمل الفني يدين الصهيونية والعنصرية الإسرائيلية، ويظهر إسرائيل بمظهر الدولة المعتدية والغازية، مشددا على أن الجمهور سيلمس هذا المعنى أثناء المشاهدة مباشرة.
هذا التغير في توجه الدراما المصرية مقارنة بمسلسلات سابقة مثل "فارس بلا جواد" الذي سُحب على إثره السفير الإسرائيلي من القاهرة عام 2002، يفتح أبواب التساؤلات على مصراعيها عما يريد نظام الانقلاب المصري ترسيخه في الوجدان الجمعي لشعب طالما تعامل مع اليهود على أنهم عدو تاريخي له.
ولعل احتضان بطلة المسلسل اليهودية، الزي العسكري لحبيبها -الضابط بالجيش المصري- يعني الكثير في هذا الاتجاه.
كما أن التسجيل المصور -الأول من نوعه منذ قيام علاقات بين البلدين- الذي هنأ فيه السفير الإسرائيلي بالقاهرة حاييم كورن المصريين بحلول شهر رمضان، يشي بالمشاعر غير المسبوقة التي يتعمد الطرفان إظهارها.
يشار إلى أن "حارة اليهود" هو اسم لمنطقة تتبع حي الجمالية مسقط رأس السيسي، ولعل هذا ما عزز الشك بأنّ جذوره يهودية.