أفاد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن خطاب نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس" الذي ألقاه لدى زيارته القدس، هو خطاب تحريضي بامتياز تضمن الكثير من العبارات العنصرية المسيئة والمغالطات، والتي لا تمثل القيم المسيحية الانجيلية التي يدعي هذا الشخص انتماءه إليها.
وعبر حنا لدى استقباله الأربعاء وفدًا كنسيًا من روسيا ورومانيا وصربيا وقبرص، عن شجبه واستنكاره ورفضه لمضمون الخطار، معتبرًا أنه تضمن الكثير من المفاهيم المغلوطة والمواقف العنصرية الإقصائية المعادية للشعب الفلسطيني والمنحازة بشكل كلي للاحتلال وممارساته وسياساته.
وقال "كان الرئيس الأمريكي أعلن إعلانه المشؤوم حول القدس قبل عدة أيام، وهو الموقف الذي أماط اللثام وكشف الوجه الحقيقي لأمريكا وسياساتها الخاطئة في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف أن" هذه الجماعات التي تطلق على نفسها الانجيليون المسيحيون الصهاينة في أمريكا إنما هم في الواقع ليسوا مسيحيين على الاطلاق، فتعاليمهم ومواقفهم وكلماتهم لا تمثل القيم المسيحية التي تدعونا دومًا للرحمة والانحياز للمظلومين والدفاع عن حقوق الإنسان، لا بل نحن نعتقد بأن موقف هذه المجموعة التي ينتمي إليها ترمب ونائبه إنما هي مسيئة للديانة المسيحية وقيمها ومبادئها".
وأوضح أن الكنائس الأمريكية التي نعرفها ونتواصل معها، وهي الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية أعلنوا رفضهم لقرار ترمب حول القدس، ونحن بدورنا نتواصل بشكل يومي مع الكنائس المسيحية في عالمنا حول هذه المسألة المتعلقة بالقدس وغيرها من المسائل الهامة المتعلقة بما يحدث في منطقتنا العربية.
ووجه نداءً إلى تلك الكنائس، قائلًا " لابد من أن يسمع الصوت المسيحي الأرثوذكسي المدافع عن القدس ومقدساتها وأوقافها المستباحة، أن القدس مدينة مهددة في هويتها وتاريخها وتراثها ويراد لنا كفلسطينيين أن نتحول كضيوف فيها، لذلك وجب على الكنائس المسيحية في عالمنا أن تدافع عن القدس وترفض بشكل واضح موقف ترمب الأخير وكافة الاجراءات الاحتلالية التي تستهدف مدينتنا ومقدساتنا وأوقافنا وأبناء شعبنا".
وأكد حنا أن دفاعكم عن القدس والشعب الفلسطيني وقضيته العادلة هو دفاع عن الحق والعدالة، وانحياز للقيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة.
وقال "نتمنى من الكنائس المسيحية في العالم أن تكون صوتًا صارخًا بالعدالة والحق ونصرة المظلومين، كونوا صوتًا صارخًا في برية هذا العالم، حيث نرى القوى الغربية وفي مقدمتها أمريكا تتآمر علينا وعلى قدسنا وتتآمر على مشرقنا العربي وتاريخه وحضارته ووحدة أبنائه".