24 حزيران 2015
المباراة مبيعة وسياسية. تقرير لجنة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة كان متوقعا. تستهدف اللجنة في جنيف اسرائيل منذ سنوات، وتهتم بها أكثر من أي دولة اخرى في العالم. سياستها واضحة من تركيبتها؛ اغلبية تلقائية من دول العالم الثالث، ليست نموذجا لحقوق الانسان والقيم الديمقراطية.
هذا لا يعني أن كل ما جاء في التقرير مرفوض كليا. ففيه كلمات صعبة، مغروسة في الواقع، مثل جملة رئيسة اللجنة: «عندما تكون حياة جندي اسرائيلي على المحك، يتم تجاهل جميع القوانين». هذه الجملة راسخة بالتأكيد فيما حدث في آب 2014، يوم الجمعة الاسود في رفح، عندما قُتل هدار غولدن وتم خطف جثته. وحتى اليوم لم يقدم النائب العسكري العام توصياته حول ما حدث هناك.
القول إن «الاولاد من الطرفين يعانون من الكوابيس، والرعشة، والتبول اللاارادي، وازدياد العنف»، هو قول دقيق مثل جملة «أنماط عمل جديدة لاسرائيل في قصف المباني، أدت الى مقتل عائلات كاملة، ولا سيما النساء».
القول أيضا إن اسرائيل و»حماس» ارتكبتا جرائم حرب، صحيح. على الاقل في اختبار النتيجة. السؤال المهم هو اذا كانت اسرائيل تقوم عمدا بارتكاب جرائم حرب. بالطبع لا. فالجيش الاسرائيلي يبذل كل جهده لمنع اصابة الأبرياء. و»حماس» في المقابل لا تنظر الى اعتبارات كهذه. في القانون الجنائي يوجد مفهوم حول «الدافع النفسي» الذي تميل المحاكم الى أخذه في الحسبان. لكن اللجنة لم تفعل ذلك.
هذه المعادلة التي تقول إن اسرائيل و»حماس متسابهتان»، هي التي تغضب اسرائيل، حقا. ومع ذلك من المؤسف أن اسرائيل ترفض التعاون مع اللجنة. ومن يخشَ من النشر السلبي عنه في الاعلام يجدر به، رغم كل شيء، التعاون وقول روايته. في حالة كهذه ستكون الرواية أكثر ليونة واعتدالا. واذا تعاونت اسرائيل والجيش الاسرائيلي مع معدي التقرير فسيكون وجهنا أقل سوداوية.
لكن القيادة الاسرائيلية السياسية والعسكرية قررت غير ذلك. وهذا له علاقة بالسياسة الداخلية. هنا ايضا سياسة، وهنا ايضا المباراة مبيعة. الامر المهم بالفعل هو أن يحقق الجيش بشكل أساسي وجدي في كل اشتباه بالاخلال أو الحاق الضرر بالمدنيين الابرياء، وأن يهتم بالأوامر التي تعطى للجيش اثناء المعركة، وأن يُعاد النظر في الاوامر التي تعطى للجيش، واعادة النظر في استخدام القوة المبالغ فيها، والتحقيق في الاشتباهات، وهذا من اجل ازالة الشبهات.
هل يعلم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن وزير الخارجية ينوي دراسة التقرير؟ لقد قال نتنياهو عشية نشر التقرير إن قراءته إضاعة للوقت، إلا أن وزارة الخارجية التي يرأسها نتنياهو نشرت، أول من أمس، بيانا جاء فيه أن «اسرائيل تدرس التقرير».
عن «معاريف»