حذَّر السفير الأمريكي السابق لدى "إسرائيل" دان شابيرو، القيادة الإسرائيلية من "حرق الجسور" مع الحزب الديمقراطي الأمريكي وربط نفسها بالجمهوريين فقط، وسط ارتفاع حاد في الانقسامات بين الحزبين حول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وفق ما أظهرت نتائج استطلاع رأي جديد لمركز "بيو" نُشرت نتائجه الأسبوع المنصرم.
وقال دان شابيرو، في مقال نشره اليوم الاثنين، رأي كتبه مع تمارا كوفمان ويتس، ونُشر في مجلة "ذي أتلانتيك": "قد يجد القادة الإسرائيليون صعوبة في الصمود أمام إغراء ركوب الموجة، ونجدهم يحتضنون جانبا واحدا في الصراعات السياسية الحزبية في الولايات المتحدة – كما فعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما قام بترتيب خطاب له في الكونغرس ضد الاتفاق مع إيران بالتنسيق فقط مع قيادة الجمهوريين في الكونغرس".
وأضاف: "ولكن هذا النهج يأتي على حساب تنفير حتى الحلفاء القدامى على الجانب الآخر، وعندما تقع الأزمة المقبلة حتما، قد يندم القادة الإسرائيليون على قيامهم بحرق هذه الجسور".
وتابع محذرا أنه لا ينبغي على القادة الإسرائيليين السماح "بترسخ التصور بأنهم يشطبون أجزاء كاملة من المعسكر الديمقراطي".
وأشارت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد "بيو" للأبحاث إلى أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة يتعاطفون مع الفلسطينيين بنفس القدر الذي يتعاطفون فيه مع "إسرائيل" في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، في حين أن دعم الجمهوريين لـ"إسرائيل" أكبر بنحو ثلاثة أضعاف دعم الديمقراطيين لها.
وقال شابيرو: "بالاستناد إلى النتائج، يدعي بعض المراقبين والساسة الإسرائيليون، والكثيرون في اليمين الأمريكي، أن على إسرائيل ومناصريها التخلي عن الحزب الديمقراطي وممثليه المنتخبين كمناصرين لإسرائيل"، مشيرا إلى "تغريدة" نشرها "الائتلاف اليهودي في الحزب الجمهوري"، الذي تباهى بأن "الحزب الجمهوري هو الحزب المناصر لإسرائيل". لكن شابيرو حذر من أن استطلاع الرأي يشكل "أساسا رهيبا لهذه الادعاءات". مضيفا أن النتائج لا تعني بالضرورة أن الديمقراطيين معادون لـ"إسرائيل".
وكتب إن "سؤال الاستطلاع خاطئ لأن التعاطف مع الفلسطينيين لا يعني العداء لإسرائيل، كما أن التعاطف مع إسرائيل لا ينبغي أن يتطلب تجاهلا لمصير الفلسطينيين".
وأضاف أن "حلا للصراع يكرس فكرة الدولتين لشعبين هو النتيجة التي يفضلها معظم الأمريكيين بغض النظر عن الحزب، وقد سعت الإدارات من كلا الحزبين إلى مساعدة كل من إسرائيل والفلسطينيين في تحقيق أهدافهم من خلال حل الدولتين".
وأقر شابيرو بأن "الدعم لإسرائيل بدأ يتحول في الواقع إلى موضوع مسيّس في الولايات المتحدة، وأن الهوة الحزبية تجاه الصراع الإسرائيلي-الفلسطينيين تزداد اتساعا". لكنه حذر القادة الإسرائيليين من الاعتماد بشكل حصري على الحزب الجمهوري فقط معتبرا ذلك خطأ فادحا.
وعلى الرغم من أن الفجوة في النسبة المئوية لدعم "إسرائيل" ظلت ثابتة إلى حد ما بين الحزبين على مدى عقدين من الزمن بعد عام 1978، فإن وجهات نظر الحزبين بشأن "إسرائيل" بدأت تتباعد منذ عام 2001، حين انخفض تأييد "اسرائيل" في صفوف الديمقراطيين من 38% إلى 27% في الوقت الحالي، في حين ارتفع في صفوف الجمهوريين من 50% إلى 79%.
وكتب شابيرو “في السنوات الأخيرة، بدأ بعض الأمريكيين ينظرون إلى الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني من خلال منظور حقوق الإنسان – وهذا ينطبق بالتحديد على الأمريكيين الأصغر سنا والأمريكيين الأفارقة والأمريكيين من أصول لاتينية". وأضاف: "يجعلهم ذلك حساسين للمصاعب التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون، ولبعض الممارسات الإسرائيلية، مثل هدم المنازل، وتشكل هذه المجموعات نسبة أكبر من جمهور الناخبين مما كانت عليه في الماضي، ونسبة آخذة بالاتساع الى خارج الدائرة الانتخابية الأساسية للحزب الديمقراطي.. نعم، هناك بعض المشاعر المعادية لإسرائيل في الطرف الأيسر من الطيف السياسي التقدمي، وهناك بعض هذه المشاعر أيضا لدى الطرف الأيمن للمعسكر المحافظ".
وكتب السفير الامريكي السابق، شابيرو: "لا ينبغي على الإسرائيليين تحمل كل اللوم على الجمود الدبلوماسي. فالفلسطينيون يتحملون جزءا كبيرا منه، من فشلهم في الرد على اقتراحات المفاوضات، إلى التحريض على العنف وتمجيده، وصولا إلى إنكار العلاقة التاريخية اليهودية بأرض إسرائيل".
وأضاف: "لكن الحكومة الإسرائيلية لا تبدو ملتزمة على الأقل في الحفاظ على حل الدولتين قائما وقابلا للتطبيق في المستقبل وهذا يعني أنها لا بد ستكتشف بعض مناصريها الأمريكيين يجدون صعوبة في مواصلة تعاطفهم معها".
وتابع قائلا: “سيكون من الحكمة ألاّ يسمح القادة الإسرائيليون بترسخ التصور بأنهم يشطبون أجزاء كاملة من المعسكر الديمقراطي، أو التقليل من احترام مسؤولين منتخبين من الحزب الديمقراطي". وتابع قائلا: "ومن دون إضعاف علاقتهم بالرئيس ترمب، على القادة الإسرائيليين إيجاد سبل لإظهار حساسية لمخاوف التقدميين، وخاصة تلك التي تتعلق بمواضيع جوهرية لقيم مشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة".