بعد إعادة فرض ضريبة القيمة المضافة

ارتفاع أسعار "المحروقات".. كارثة تنهش ما تبقى من لحم سائقي الأجرة بغزة!!

ارتفاع أسعار "المحروقات".. كارثة تنهش ما تبقى من لحم سائقي الأجرة بغزة
حجم الخط

أزمات خانقة يعاني منها قطاع غزة على مدار أحد عشر عاماً، خلفت مشكلات كبيرة تتفاقم يوماً بعد يوم، فما أن يلبث المواطن أن يعتاد على أزمة إلا ويجابه سلسلة أزمات جديدة، كان آخرها إعادة فرض ضريبة القيمة المضافة بمرسوم رئاسي، الأمر الذي أدى لارتفاع أسعار كافة السلع، بما فيها المحروقات التي ستؤثر سلباً على السائقين.

قطاع غزة تلك المنطقة  الجغرافية التي تتفاقم آلامها بشكل لم يعد المواطن الفلسطيني قادر على تحمله، فما من كلمات تصف حجم القهر والألم الذي يعايشه سكان القطاع المحاصر، ولم يتبقى لهم بعد تنكر القريب والبعيد لمعاناتهم، سوى الله الخالق المصور.

نقيب السائقين في قطاع غزة محمد أبو عجينة، قال إن المرحلة الآنيّة التي تمر بها وسائل النقل، هي الأسوأ منذ عشرات السنوات، بحيث شهدت أسعار المحروقات خلال الأيام القليلة المنصرمة ارتفاعًا ملحوظًا مما فاقم المعاناة لدى السائق الذي يعمل طيلة يومه ليتسنّى له تحصيل مبلغ مالي زهيد يُقدّر بـ "20 شيكل" ليتمكّن من التعايش في بؤرة كُتب عليها الأسى إلى مدى الحياة.

ارتفاع ملحوظ على الأسعار

وارتفعت أسعار المحروقات المصرية "السولار والبنزين" في قطاع غزة مساء الإثنين الماضي، بشكل مفاجئ وأصبحت بأسعار المحروقات الإسرائيلية.

وكان البنزين المصري في غزة يباع طول العام الماضي، بـ 5.7 شيقل إسرائيلي وأصبح بعد رفع سعره يباع بـ 6.11، كما أن سعر السولار كان يباع بـ 4.65 وأصبح بـ 5.69 شيقل إسرائيلي.

مصيبة إضافية

وأضاف نقيب السائقين خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أن ارتفاع أسعار المحروقات، أدى إلى خلق مصيبة إضافية اندرجت على سلم المصائب لدى السائقين المكلوبين على أمرهم، مؤكدًا على أن مهنة السائقين أضحت في الآونة الأخيرة "مهنة من لا مهنة له"، وذلك بسبب ارتفاع معدلات البطالة والتزايد الملحوظ في أعداد العاطلين عن العمل.

وتابع أبو عجينة، أن غالبية السكان في قطاع غزة يشترون سيارة من أجل العمل عليها، إلا أن الأوضاع بشكل عام لا تسير معهم وفق المطلوب، فبدلًا من أن يحققوا أرباحًا تمكنهم من التعايش مع الحياة، تتراكم عليهم الديون بسبب الارتفاع الملحوظ في أسعار المحروقات وأمور الترخيص وغيرها.

وتسائل نقيب السائقين خلال حديثه مع مراسل وكالة "خبر"، "هل من المعقول أن السائق الذي يعمل طوال اليوم مقابل مبلغ مادي زهيد يستحق أن تسقط عليه كل هذه المصائب المتمثلة بالضريبة؟".

مناشدة المسؤولين

وطالب أبو عجينة، كافة المسؤولين وعلى رأسهم حكومة التوافق الوطني الفلسطينية متمثلة برئيسها د. رامي الحمد الله، بالنزول إلى حدّ المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والنظر إلى قضاياه بعين القلب، بدلًا من العيش بمنأى عن هذا الواقع المرير.

واختتم حديثه، بالقول: "إن شريحة السائقين تعتبر أحد أهم الشرائح الماثلة في قطاع غزة، لما لها من الأثر الواضح على رقي المجتمع والتخفيف من أعبائه وتسهيل الأمور الحياتية التي تدور على مدى ساعات اليوم".