سليم النفار " ليس وحدك َ "

9999481027.jpg
حجم الخط

شعر: سليم النفار

 

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

مَن ْ يُفكِّر ُفي طريق ٍ للخلاص ْ

 

لا ، ليس وحدكّ ،

 

مَن ْ رأى :

 

ليلَ المدينة ِ صارخا ً

 

في كلِّ فاصلة ٍ ،

 

فواصلُها :

 

تنوح ُ تحت َ أشتات ِ الرصاص ْ

 

لا مُهديا ً فرحا ً ،

 

ولا وجعا ً يؤوب ُ بها ،

 

كأن َّ الليل َ أقدار ٌ ،

 

على باب ٍ لها قناص ْ

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

منْ تناثرَ في الهوى

 

بين الحظوظ العاثرة ْ

 

تركَ الحبيبة َ والصديقة َ ،

 

والحديقة َ في دروب ٍ كالحة ْ

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

من تناسى القبر مفتوحا ً ،

 

لأفواج ٍ تراها راحلة ْ

 

 

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

يا ابنَ أرض ٍ حائرة ْ

 

قد عذَّبوا نَفَسا ً ،

 

يُقَاوم ُ في ضلوعِك ْ

 

وتأفّفوا غضبا ً ،

 

على ما لاح َ من ْ :

 

صبر ٍ هنا يَسْعى ،

 

وتسعى في طموحِك ْ

 

فتجمهروا في غير مسعى ،

 

قرّروا منك َ الملاص ْ

 

يمّا ً عميقا ً ،

 

لا نجاة َ ولا غريقا ً ،

 

فامتطي سَلسَ الشموس ِ الساطعة ْ

 

لا ريحُ طروادة ْ ،

 

ترى سفنك ْ ،

 

ولا أحزان ُ نفس ٍ ثائرة ْ

 

لا ، ليس وحدك َ ،

 

من يرى هذا النُّعاس ْ

 

ماذا ترى ...

 

أترى بلادا ً في ضمار ٍ غائرة ؟

 

كانت ْ هناك ْ

 

مَن ْ يا تُرى كانت ْ هناك ْ :

 

خيلُ القفارْ

 

شمسُ النهار الآفلة ْ

 

أم ْ طلَّة ُ الفجرْ ،

 

في ردهة ِ الكون ِ المُداس ْ ؟

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

من يفتش عن غِلال ِ العمر ِ ،

 

في درب ٍ ضباب ْ

 

لا ، ليس وحدكَ ها هنا

 

يُعلي البيارق َ ،

 

في سفوح ٍ لا تُجاب ْ

 

في كلِّ حادثة ٍ بنا

 

تعلو الحكايا والتفاسير العِجابْ

 

وهزيمة ٌ تمضي ، ولا تمضي ْ ،

 

ونعتقد ُ الهزائم َ من غياب ْ

 

لا ، لم تعلّمَنا التجارب ُ أنَّ فينا ،

 

ألفُ " بروتس "

 

يتلطَّى خلفَ جُبَّته ِ ،

 

لتنكسرَ القباب ْ

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

من يرى :

 

سلفاً على سلفٍ ،

 

تهاوى في الرغاب ْ

 

لا ، ليس غايته ُ نشيد ٌ ،

 

أو صعيد ٌ ،

 

 

 

إنّما نَفْس ٌ ترى :

 

نَفَساً يموء ُ ،

 

و تُرْخَى في عباءته ِ الكلاب ْ

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

من يؤذن ُ للهداية ِ في انشطار الروحِ ،

 

في هذا الخراب ْ

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

في اتحاد الظلم ِ مظلوما ً ،

 

ولا تُهدي جنودك َ أيَّ نوع ٍ من حراب ْ

 

كم ْ يا تُرى

 

سترى خرائب َ روحنا

 

وتُزيح ُ أبصارا ً عن الفعل ِ المُهاب ْ ؟؟

 

من ْ أنت َ يا ذا الذي

 

يُعطَى مقاليد َ الركاب ْ ؟

 

وتقول ُ يا وحدي ْ ،

 

فهل ْ كفّت ْ جموع ُ الناس عن ْ

 

نَفَر ٍ

 

وعن رجل ٍ ،

 

يرى ما لا ترى

 

في هذه البلوى ،

 

وما ينداح ُ من جلل ٍ ...

 

على طلل ٍ صعاب ْ ؟؟

 

 

 

لا ، ليس وحدك َ ،

 

من يرى

 

لا ، ليس وحدك َ ،

 

ها هنا

 

فاحمل ْ فوانيسَ الأمل ْ

 

في كلِّ زاوية ٍ ،

 

أرى مُهجا ً تُضيءُ بها المُقل ْ

 

لابدَّ آتية ٌ بنا

 

أو ربَّما

 

تأتي ْ بهم ْ

 

أحلامنا ... تلكَ التي

 

لا ، لم يساورها الملل ْ

 

فهنا مُضمخة ٌ أغانينا ،

 

بآهات ٍ

 

وآمال ٍ تنادينا ...

 

فهل ْ ننسى تُرى

 

يا حادي الأحلام فينا ؟

 

لا ، ليس وحدكَ ،

 

من يرى

 

فالأرض ُ كل ُّ الأرض ِ ،

 

تتبعكَ ... وتُسمعك َ الصدى

 

قُلها ،

 

 

 

فأنتَ الفصلُ في هذا المدى

 

ما كانت الدنيا هنا

 

بأذلِّ حاضرها ،

 

سوى ذاك َ السُّدى

 

لا ، ليس وحدك َ ،

 

ها هنا .