عندما أصبح ليزي وماثيو ألن من بلدة شروسفير في انكلترا والدين لطفلة صغيرة، شعرا أنهما امتلكا أكثر من القمر. فقد كانت رحلة هذين الزوجين طويلة قبل أن يرحبا بولادة فلار روز إلى العالم فقبل ولادة فلار روز أجهضت الأم ليس طفلاً واحداً ولا إثنين بل 16 طفلاً . نعم لقد أجهضت هذه الأم 16 مرة قبل أن تحدث المعجزة وتلد طفلتهما قبل أوانها ولكن بصحة جيدة.
لم يعكر صفو هذين الزوجين شيئ حتى جاء ذاك اليوم المشؤوم في نيسان من عام 2016.
كان عمر فلار روز 15 شهراً عندما استيقظت في إحدى الليالي باكية وحرارتها عالية. أعطتها أمها دواء مخفضاً للحرارة وشيئاً تشربه ولكن الحرارة استمرت في الارتفاع. وعندما ارتفعت فوق 39°، اتصل الأهل بالإسعاف وحملوها إلى المستشفى حيث أجروا لها CAT scan فلم يتبين شيئ من الصورة ولكن فيما كان الأهل يطعمونها البطاطا المهروسة، ظهر على بشرة الطفلة طفح وردي.
نادى الأبوان الممرضة بسرعة ولكن حينما وصلت الممرضة كان الطفح قد اختفى. يا للغرابة! في الساعة 5:30 من بعد الظهر أجرى الأطباء لها فحصاً آخر. كان الانتظار رهيباً وجاء التشخيص : روز فلار تعاني من السحايا وهي حالة مرضية قاتلة إن لم يتم العلاج في غضون ساعات. في الساعة السادسة مساء حدثت الجلطة الاولى فتوقف قلب الطفلة 3 مرات ثم حانت الساعة الحادية عشرة وأصبح الكابوس حقيقة . أعلن الأطباء موت الطفلة.
كان الأبوان في حالة كبيرة من الصدمة. فالساعات ال 14 الماضية غيرت حياتهما إلى الأبد. ولكن بدل أن يغرقوا في أحزانهم حدث شيء مذهل.
أطلقت ليزي حملة عن السحايا والشيء المذهل أن حملتها لاقت آذاناً صاغية. واستطاعت أن تؤسس جمعية للسحايا. هذه الأم تريد الآن أن يعرف الأهل الآخرون كيف تكون عوارض السحايا. قالت الأم :” الناس يراقبون مسألة الطفح ولكن ابنتها لم يظهر عندها الطفح إلا في وقت متأخر.”
أعتقد أن على كل طفل يصل إلى المستشفى ولديه عوارض كهذه أن يخضع لفحص السحايا”.
قصة فلار روز مأساوية . فالطفلة المعجزة بالنسبة لأهلها رحلت بعيداً بعد إصابتها بالسحايا وهي في عمر 15 شهراً ولكن هذين الأبوين حوّلا تعاستهما إلى حب رأفة بالأطفال الآخرين في كل مكان.لا شك أن موتها أنقذ حياة أطفال آخرين وأهلها قررا ألا يذهب موت طفلتهما هباء .