تزايدت خلال الآونة الأخيرة التصريحات الإسرائيلية بشأن المواجهة المقبلة مع قطاع غزة، حيث تصاعدت لغة التهديد حول آثار تلك الحرب على القطاع، وطبيعة الهجوم.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست آفي ديختر: إن "الحرب المقبلة على قطاع غزة ستشكل حدثًاً صادماً لحركة حماس لم يسبق له مثيل"، مضيفاً "يجب على حماس أن تعلم أن الحرب المقبلة في غزة ستكون مختلفة جدًا".
وتتزامن هذه التهديدات مع تحليق مكثف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي في أجواء قطاع غزة على مدار الساعة، وإطلاق صواريخ صوب بلدات غلاف غزة، وأيضاً رد فصائل المقاومة التي توجه رسائل للاحتلال بأنها على أتم الجاهزية لصد أي عدوان.
إطلاق الصواريخ
اعتقد المحلل السياسي أكرم عطاالله، أن إطلاق الصواريخ من غزة سيؤدي إلى اندلاع مواجهة جديدة، خاصة في حال سقوط هذه الصواريخ في مناطق سكنية، وأدت إلى وقوع قتلى وإصابات في صفوف المستوطنين.
في حين قال المحلل والكاتب السياسي فتحي صباح، إن الاحتلال قد يلجأ إلى اغتيال شخصية بارزة لقلب الطاولة وبدء موجة تصعيد جديدة، وذلك للرد على استمرار تساقط الصواريخ على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وأضاف عطاالله، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أن الوضع الكارثي الذي يمر به قطاع غزة، كما قال أحد الوزراء الإسرائيليين في هذا الصباح، سيجر المنطقة إلى عدوان جديد.
ورأى صباح، أن الفصائل الفلسطينية تعمل كل ما بوسعها لمنع نشوب مواجهة جديدة، وضمان عدم الانجرار وراء إسرائيل التي ترغب بموجة التصعيد في الوقت الحالي، ولكن في حال فُرضت عليها فإنها ستكون على أتم الجاهزية لصد العدوان الإسرائيلي.
الانهيار الاقتصادي
قال صباح: إن "عدد الشاحنات المحملة بالبضائع المقدرة بحوالي 800 شاحنة والتي كانت تصل غزة بشكل يومي، انخفضت إلى 300 شاحنة"، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى كارثة كبيرة.
ولفت عطا الله، إلى أن كافة الصحف العبرية تتحدث أن المواجهة العسكرية مع غزة أصبحت قريبة، وذلك بفعل الوضع المأساوي الذي يمر به القطاع، موضحاً أن الإعلام العبري يُحذر إسرائيل من الانفجار البشري بغزة والذي سيكون أقوى من المواجهة العسكرية.
وبيّن صباح، أن الوضع الكارثي بغزة يستدعي من حركتي فتح وحماس العمل بكل جدية لإتمام ملف المصالحة، داعياً حركة حماس إلى تسليم ملف الجباية لحكومة الوفاق، على الرغم من أن حماس قدمت كل ما يلزم لإنهاء الانقسام والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.
وأوضح عطاالله ، أن إسرائيل تسعى إلى نزع سلاح المقاومة سواء بطريقة سلمية، أو اللجوء لمواجهة عسكرية طاحنة، حيث إن هذا كله يأتي في ظل سياسة ترامب التحريضية ضد المقاومة بغزة.
رسائل المقاومة
قال عطا الله، إن الرسائل المرئية التي تُقدمها المقاومة والتي كان آخرها رسالة كتائب الأقصى – لواء العامودي أمس، تؤكد أن المقاومة لا خيار أمامها سوى المواجهة العسكرية، وأنها على أتم الجاهزية لصد أي عدوان في ظل الحديث الإسرائيلي عن إمكانية شن حرب رابعة على غزة.
وأكد صباح، على أن الرسائل التي توجهها المقاومة للاحتلال بمثابة تهديد واضح للاحتلال بأن غزة ليست "لقمة سائغة"، وأيضاً رسالة طمأنة للمواطن في قطاع غزة بأنها جاهزة للتصدي لأي عدوان إسرائيلي غادر، ورفع معنويات المواطنين في ظل الواقع المأساوي والكارثي الذي يمر به القطاع.