هل من حكومة قادمة؟!

Sameeh-Shebeb
حجم الخط
سميح شبيب
26 حزيران 2015


أعلنت حركة حماس، شروطها لتشكيل وحدة وطنية، ولعل أبرز تلك الشروط، ان تأتي هذه الحكومة في سياق حوار وطني شامل، يضمن التوافق على النقاط المتعلقة بالحكومة، وحل الأزمات، وعدم تدخل اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف في مسألة التشكيل.
هذه الشروط، الآن، هي موضع دراسة وبحث وتداول. لعل ابرز ما تثيره تلك الشروط، أن مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهي مبادرة أقرتها واتخذتها اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف فتحت باباً واسعاً، لاعادة الحوار الوطني الفلسطيني، ومحاولة التوصل لنقاط مشتركة خاصة ما بين حركتي فتح وحماس، ذلك ان تشكيل حكومة وحدة وطنية، بات يحتاج الى توافق وطني واضح ومحدد، كما ان ابرز مهام تلك الحكومة، وهو اجراء الانتخابات المركزية في اقرب وقت ممكن وعلى أساس قانون التمثيل النسبي الكامل، لا يمكن انجازها دون توافق سياسي ما بين الفصائل الوطنية على اختلافها.
سبق ان تمكن الحوار الوطني ما بيننا، وان توصل الى اتفاقات معلنة، والى نقاط عمل مشتركة، لكنها للأسف، لم تأت أُكلها.
وها نحن، نرجع الى نقاط سبق ان كنا فيها، ولكن عبر أجواء ومناخات مختلفة.
لعل اخطر ما تضمنته اشتراطات حماس، هو عدم تدخل اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف في مسألة التشكيل!! لعل هذا الاشتراط، من شأنه ان يضع حدا لجهود الحوار المنشود، وصولا للاتفاق.
م.ت.ف هي المرجعة الاساسية للكيانية السياسية الفلسطينية، برمتها، فهي الممثل الشرعي للفلسطينيين، وباعتراف النظام العربي، ومعظم دول العالم، والمنظمة هي خاضت المفاوضات مع الاسرائيليين، وكافة الاتفاقات الموقعة دولياً، هي بتوقيع م.ت.ف. ابعاد المنظمة، عن اي شأن فلسطيني خاصة في يتعلق بتشكيل حكومة وفاق وطني، هو محاولة لتغييب المرجعية وهذا امر مُحال وغير عملي في آن.
صحيح ان م.ت.ف تعاني من اشكالات بنيوية شتى، وصحيح أنها بحاجة الى تجديد وتنشيط، والى دماء جديدة، لكن ذلك لا يأتي عبر محاولة تغييب المنظمة، وابعادها، خاصة فيما يتعلق بتشكيل حكومة وفاق وطني، ابرز مهامها اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وعلى نحو متزامن!
اذا كانت حماس، تريد الاسهام الجدي في اصلاح وترميم النظام السياسي الفلسطيني القائم، فلعل اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية هو اقصر الطرق لتحقيق ذلك. دون اجراء الانتخابات، ستبقى الهياكل القائمة، قائمة وبذلك، لن يكون هناك تجديد لأي شيء.
مع وجود احتمالات قوية، لتكريس ما هو قائم، وعلى أساس الانقسام الجيو-سياسي.. لا بد من مراجعة جادة وحقيقية، لهذا الاشتراط والذي من شأنه وقف المساعي بشأن التوافق، الذي قالت به حماس، فالمنظمة لا يمكن تغييبها، وما حصله الشعب الفلسطيني، خلال سنوات كفاحه الشاق والطويل من اعتراف بشرعية كفاحه، ضمن بيته المعنوي، م.ت.ف هو أمر محال، تغييبه أو الغاؤه.