لا زالت تتوالى الأزمات على الفلسطينيين وأماكنهم المقدسة والتي يخوضها الفلسطيني بروحه و دمه، دون أن ينتظر مساعدة من الدول التي أصبحت بعضها شريكة في المؤامرات التي تحاك ضد الفلسطينيين لأجلِ مصالحها الخاصة.
فمن العجيب أن يتم اكتشاف الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن يومًا وسيطًا لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل ستتحول إلى جزء من العملية المعقدة ضد القضية الفلسطينية.
نتنياهو بات يلامس حلمه الوردي من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بعد أن أعلن قراره أن القدس عاصمة لإسرائيل، وأمر وزرائه بنقل سفارته للقدس.
هذا القرار قوبل بالرفض والاستنكار واعتبر مخالفًا للمواثيق والمعاهدات التي تم الاتفاق علية دوليًا وعربيًا، فتنوعت ردود الفعل على الصعيد العربي والدولي والمحلي.
الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت في جلستها على هذا القرار، ضد أحقية القدس لإسرائيل بأغلبية ساحقة 151 دولة معارضة مع امتناع خمسة دول عن التصويت.
وأكدت الأمارات العربية المتحدة موقفها الكامل مع القضية الفلسطينية ضدّ نقل السفارة للقدس، كما حذرا العاهل السعودي والملك الأردني الولايات المتحدة الأمريكية من ردة فعل الشعوب العربية في حال قرر ترامب نقل السفارة، ورفض الرئيس المصري هذا الإجراء معتبره خروجاً عن اتفاقية السلام .
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي شدّد على رفضهم التنازل عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، معتبرًا القرار بالهامشي، وليس بإمكان أحد اتخاذه، كون المدينة عربية وستبقى كذلك.
ودعا بابا الفاتكان فرانسيس إلى احترام الوضع القائم بالقدس والتحلي بالحكمة والحذر، معبرًا عن قلقه من نية نقل ترامب سفارته لمدينة القدس، والنحلي بروح السلام التي دعا لها المسيح.
بدورها، الرئاسة الفلسطينية تواصلت مع مختلف زعماء العالم لوضعهم في صور المخاطر التي تتمثل في نقل السفارة والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، في الوقت ذاته الذي اتصل فيه الرئيس الأمريكي بالزعماء العرب ليؤكد نيته على نقل السفارة للقدس.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في بيان صحافي أن حل القضية يتمثل بأن القدس عاصمة لها، مشدداً على أن الحلول الأخرى ستجهض كل محاولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وبيّن النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، أن قرار نقل السفارة يقود الأوضاع نحو الانفجار وينذر بتطورات تهدد الأمن ويشعل الأرض تحت الإسرائيليين، معتبراً أي قرارٍ أمريكي بهذا الخصوص بمثابة إعلان حرب على قضيتنا.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني: إنهم يرفضون إدارة الرئيس ترامب المتمثلة في ابتزاز السلطة لإجبارها على تغيير مواقفها السياسية، بدءاً من التهديد بإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن إلى نقل السفارة الأمريكية للقدس.
من جانبه اعتبر الخبير في الشؤون الدولية سعيد اللآوندي، أنه لولا الخراب والدمار الذي تمر به البلاد العربية لما سار الرئيس الأمريكي في هذا القرار .
ونوه أستاذ التاريخ الحلى ديث عاصم الدسوقي، إأن نقل السفارة الأمريكية للقدس هو ابتزاز للفلسطينيين لإجبارهم على قبول حل الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، متسائلاً: "هل سيبقى الفلسطيني وحده من يدافع عن المقدسات؟، و إلى متى سيبقى بلا حياة؟ فالشعب الفلسطيني لا يعيش إلا على أمل أن يعيش".
فريق نبض الشبابي