خلال فترة العصور الوسطى كان من العادي جدا أن تمثل حيوانات أو حتى حشرات أمام المحاكمة لمواجهة تهم شبيهة بتلك التي توجه للبشر، فعلى سبيل المثال مثلت مجموعة من الديدان أمام المحكمة بتهمة إفساد المحاصيل، فضلا عن ذلك يسجل التاريخ فضيحة ديك مدينة بازل السويسرية، فعلى حسب العالم والمؤرخ الأميركي بنجمان نيلسون، وجهت لهذا الديك سنة 1474 تهمة وضع بيضة ليحكم عليه إثر ذلك بالموت حرقا رفقة بيضته، في غضون ذلك عاشت فرنسا سنة 1386 على وقع فضيحة مشابهة، حيث مثلت أمام القضاء أنثى خنزير بعد أن اتهمت بإلتهام طفل رضيع.
يوم الـ9 من شهر يناير سنة 1386، مثلت أمام المحكمة بمنطقة فاليز التابعة لإقليم نورماندي الفرنسي أنثى خنزير بعد أن وجهت إليها تهمة التهام طفل رضيع لم يتخط عمره الثلاثة أشهر، حيث اتهمت أنثى الخنزير بمهاجمة الطفل وتعنيفه والتهام أجزاء من جسده.
طيلة فترة المحاكمة لم يتردد القضاء الفرنسي في توجيه تهمة القتل العمد وتناول اللحم البشري للخنزيرة المتهمة التي جلست في قفص الاتهام، ومن خلال حادثة مثيرة للضحك أقدم القضاة على الاستماع لشهادة الخنزيرة التي اكتفت فقط بالقباع (صوت الخنزير).
على إثر نهاية المحاكمة، أصدر القضاء الفرنسي حكما بالإعدام بحق الخنزيرة تم تنفيذه على ساحة السوق العمومية بمنطقة فاليز خلال اليوم الموعود أقدم الحراس على تهيئة الخنزيرة بشكل غريب جدا، حيث ألبسوها ثيابا مشابهة لثياب البشر، ووضعوا الأصفاد حول أرجلها، وعلى إثر ذلك اقتيدت الأخيرة نحو مكان تنفيذ حكم الإعدام. على ساحة السوق العمومية بمنطقة فاليز لم يتردد الحراس في بتر ساق الخنزيرة وقطع جزء من أنفها كعقاب لها، وعلى إثر ذلك شنقت الأخيرة أمام أهالي المدينة الذين عبروا عن سعادتهم بتحقق العدالة.