افتتاح معرض "المنفى عمل شاق" للفنان ديبي بالقدس

2.PNG
حجم الخط

 افتتح حوش الفن الفلسطيني في القدس بالتعاون مع متحف جامعة بيرزيت معرضا فرديا للفنان الفلسطيني عيسى ديبي بعنوان "المنفى عمل شاق".

وأوضح حوش الفن في بيان له ان المعرض ضم مجموعتين من أعمال عيسى ديبي وهما "المحاكمة" (2013)، و"الوطن الأم" (2016)، وتم تطوير هذين المشروعين في وقت سابق ليتم تقديمهما في معرضي "otherwise occupied" لبينالي البندقية 55 عام 2013، و"الوطن الأم" لبينالي كاناكالي في تركيا ولاحقا متحف مدينة اوسنبرغ الألمانية ما بين عامي 2016-2017
وأثار المعرض حوارا بين موضوعي المجموعتين ليناقش الثورة والمنفى، وفي الوقت ذاته يسلط الضوء على عدد من القضايا التي تلعب الهوية الوطنية فيها دورا متميزا. 
وأوضح حوش الفن في بيانه ان عرض "المحاكمة "هو عبارة عن عمل مركب لقناتي فيديو تصوران مجموعة من الممثلين في مسرح الصندوق الأسود، حيث يقرأون أجزاء من نص بيان الشاعر الفلسطيني داود تركي عام 1973، خلال محاكمته في محكمة إسرائيلية بتهم التجسس والتعاون مع العدو، وكان تركي مناضلا يساريا عربيا، تغلب على تصريحاته طابع السرد الثوري في ذلك الوقت، وصور عيسى العمل في حيفا وهي مدينة تركي والمكان الذي نشأ فيه عيسى ديبي.
وكان ديبي اثناء تصوير العمل مقيما في القاهرة فور انفجار ثورة عام201، في حين يمثل العمل الخصوصيات المتعلقة بالثورة الفلسطينية وارتباطها بالتيارات الثورية العالمية في السبعينات، إلا أنه يحتوي صدى للوضع السياسي المصري عام 2013، ويطرح تساؤلات أكبر حول الصراع الثوري بصورة عامة. 
أما عمل "الوطن الأم" هو رثاء لوالدة الفنان وتأمل فوتوغرافي في المنفى، فقد التقط عيسى صوراً لمناظر طبيعية في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، حيث عاش السنوات الأخيرة.
ويتساءل في هذا المشروع عن معنى "الوطن" و "الأم" وكيف نعرّفهما، ما هو تأثير طبيعة التواجد ما بين الأماكن، وكيف ترتبط التيارات السياسية بحياة الفرد. 
وعرض "الوطن الأم" على هيئة سلسلة من الصور الفوتوغرافية المطبوعة التي تستحضر شاعرية المكان. 
ويطرح عرض "المحاكمة" الذي عرض في الجناح الفلسطيني في بينالي، مسألة القومية واستعراضها في المحافل الدولية الكبرى، ومفهوم الهوية في هذا السياق وكيف تتمتع بعض الدول بامتيازات أكثر من الأخرى، اضافة لكيفية تقاطع السياسة الحقيقية مع سياسة العرض الفني، وارتباطه بصورة خاصة بموضوع المحاكمة والتي تمثل الموقف الشيوعي من النضال الطبقي الذي يتجاوز القومية والعرق وغيرهما من عناصر الهوية.

 ومن ناحية أخرى، تم تطوير عمل "الوطن الأم" أساسا ليعرض في بينالي كاناكالي 2016 والذي تم إلغاؤه بسبب الضغوط السياسية التي مورست في تركيا عقب الإنقلاب العسكري، فقد خضع البينالي لظروف محددة للسياق الوطني، وعلى ضوء ذلك لا يشكل كل من "المحاكمة" و"الوطن الأم" عملاً فنياً يتعلق بالتاريخ السياسي والشخصي لطرد الفلسطينيين فقط، بل يطرح تاريخاً أكثر تشعباً للمعارض التي فرضت عليها ظروف السياقات السياسية الجارية. 

وبالتزامن مع المعرض عقد لقاء حواريا أداره الفنان عيسى ديبي " الصراع حول العموميات، استحقاق العالم في ظل وما وراء الحرب، الإحتلال، والمنفى"، وخلاله تم مناقشة كل من المطالبات والصراعات العامة في سياق الحرب والمنفى، وكيف ينعكس هذا على الممارسة الفنية في فلسطين، وعرض دور المؤسسات والمعاهد الفنية والإقامات الفنية، وقاعات العرض في إعادة انتاج النماذج القائمة، وكذلك في توفير مساحة لطرح بدائل للقضايا العامة.
كما بحث اللقاء الطرق التي يمكن للفنانين الفلسطينيين توظيفها للتأكيد على أهمية عملهم داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.