الإدمان على الحشيش، التبغ، الماريجوانا.. إلخ، أنواع كثيرة من المخدرات يُمكن أن يدمن الإنسان على تدخينها، لكن نوعًا جديدًا من الإدمان انتشر حديثًا في باكستان لم تسمع عنه مطلقًا، وهو تدخين العقارب! إذ يكتسب هذا النوع من الإدمان شعبية كبيرة في عدة أجزاء من باكستان وفقًا لوسائل إعلام إقليمية.
تدخين العقارب، أسوأ أنواع الإدمان في باكستان!
كيف يُمكن للمرء أن يُدخن عقربًا؟ إنها عملية بسيطة لكن لها أثرًا كبيرًا من الانتشاء والفعالية! حيث يتم تجفيف العقرب الميت تحت أشعة الشمس أو العقرب الحي على دخان نار الحطب أو الفحم حتى يموت. ويقوم المدمن باستنشاق الدخان المتصاعد من حرق العقرب. وحيث أن ذيل العقرب هو ما يحتوي على السم، فإن بعض المدخنين يفضلون سحق الذيل المجفف ومزجه مع الحشيش والتبغ وتدخينه على شكل سيجارة للحصول على نشوة أعلى.
تأثير تدخين العقارب على المدمن..
في كتابه الذي نشره عام 2007م (المخدرات في أفغانستان)، يقدم عالم الاجتماع ديفيد ماكدونالد حساب صديق له شهد بأم عينه الآثار المترتبة على تدخين العقارب على المدمنين. وكما قال: فإن التأثير على المدمن يظهر فورًا على الوجه وتُصبح العيون حمراء جدًا أكثر من احمرار تدخين الحشيش. كما يدخل المدمن في حالة سكر شديدة لكنه يبقى متيقظًا على الرغم من أنه قد يتعثر أثناء الوقوف أو الجلوس. ويتميز هذا التدخين بأن له رائحة سيئة ويستمر مفعوله لفترة أطول من تدخين الحشيش قد تصل إلى 10 ساعات. وكما قال الشاهد على آثار الإدمان فإن الست ساعات الأولى تكون مؤلمة، لكن الألم يخف ببطء حتى تُصبح ممتعة بنظر المدمنين.
سوهبات خان (74 عامًا)، مدمن على تدخين العقارب منذ أن كان عمره 20 عامًا، وجهه شاحب وعيونه شديدة الاحمرار. ويتذكر خان بحثه بجنون عن العقارب حول منزله في منطقة بيشاور حيث يعترف أنه أسوأ أنواع الإدمان. وتتميز بيشاور بطقسها الحار ما يسمح للعقارب بالنمو والتكاثر فيها. ويتفق الخبراء على أن سم العقرب خطير للغاية على الدماغ البشري خاصةً عند استنشاقه. فكما أوضح الدكتور عزاز جمال، مسؤول طبي في مستشفى خيبر التعليمي، فإن تدخين العقرب على المدى القصير والطويل يسبب فقدان الذاكرة، كما أنه يسبب حالة من الهلوسة بحيث يتصور المدمن أشياء غير موجودة. وأضاف أن التعرض لفترات طويلة إلى دخان العقرب يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم والشهية ويؤدي في النهاية إلى الوهم الدائم.
أما عن الجهود لمكافحة هذه الظاهرة، فإنه من الصعب على السلطات قتال مدمني تدخين العقارب بسبب أنها ظاهرة محدودة ولا توجد إحصائيات رسمية إضافةً إلى قلة البحوث العلمية حول هذا الموضوع. فلا توجد قوانين واضحة حول مكافحة هذا الإمان. وعلى الرغم من أنها ظاهرة نادرة في العالم، لكنها في شعبية متزايدة في باكستان وأفغانستان وأجزاء من الهند. حيث يُدمن الشباب في الهند على الحصول على “لسعة المتعة”، فهم يدفعون بين 100 – 150 روبية هندية مقابل لدغة العقرب، وهي طريقة أكثر إيلاما من أجل المتعة والانتشاء!