افتتح وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، في "جاليري 1" بمدينة رام الله، معرض "العودة إلى القدس" للفنان الفلسطيني الراحل نيقولا صايغ، أحد أبرز رواد الفن التشكيلي الفلسطيني في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
وقال بسيسو في كلمته بافتتاح المعرض: تكمن أهمية هكذا معرض لأعمال الفنان نيقولا صايغ، أحد الفنانين البارزين والمميزين في تاريخ الفن الفلسطيني، بتجسيدها للهوية الثقافية والوطنية، وتنفي الكثير من الإدعاءات الإسرائيلية حول الثقافة الفلسطينية والفن الفلسطيني، كونه أحد أبرز الفنانين الفلسطينيين في مجال الفن التشكيلي، وخاصة فيما يتعلق بالأيقونات التي بدأ معها مسيرته الفنية.
وشدد بسيسو على أن لمعرض "العودة إلى القدس" دلالات معنوية وسياسية ذات علاقة بمركزية القدس في الفعل الثقافي الفلسطيني عبر التاريخ .. وأضاف: من المهم جداً في الثقافة الفلسطينية الوطنية العودة إلى القدس كمسار وطني ذي دلالات متعددة، خاصة أن النكبة وحرب العام 1967 تسببت في تشتيت الوجود الفلسطيني فيها، ولكن هذا المعرض بما يحمله من رمزيات على مستوى الاسم، وصاحب اللوحات وتاريخه في المدينة المقدسة، ينتصر لعاصمة دولة فلسطين.
وأكد وزير الثقافة على أن العودة إلى القدس، ولو عبر بوابة الثقافة والفن والإبداع عامة، تشكل جزءاً من عودة فعلية تبدأ من استعادة الوجود الفلسطيني في القدس عبر هكذا معارض، واستعادة ذاكرتنا التي يسعى الاحتلال إلى نهبها، باتجاه العودة الكاملة، والتي هي حق لشعبنا، ولا يمكن أن تسقط بأي شكل من الأشكال، عبر التقادم أو عبر أية مشاريع سياسية مهما كانت.
ولفت بسيسو إلى أن معرض صايغ عبارة عن مزيج من الفن والثقافة والذاكرة، موجهاً شكره لكل من ساهم في إقامة هذا المعرض، وإنجاحه، ليخرج المعرض على هذه الشاكلة، بما يحمله من أيقونات فنية، ليساهم، علاوة على دلالاته ورمزياته، في إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني، مشدداً على أهمية انطلاقة المعرض في القدس، ثم رام الله، ليواصل رحلته في مدن أخرى.
من جهته تحدث قيّم المعرض جورج الأعمى، عن حكاية المعرض الذي هو الأول لصايغ الراحل قبل النكبة بست سنوات، وعن جمع اللوحات، والمزاوجة ما بين الأعمال الفنية لصايغ، وسيرته الذاتية وسيرة من حفظ أعماله من الفنان المقتني الشهيد فرح حنا زخريا، ومن بعده ابنه رجائي الذي قدم بدوره أيضاً روايته عن حكاية لوحات صايغ التي نجت من الاغتيال أكثر من مرة، وعمل على حمايتها، بوصية من والدته، نقلتها عن والده الذي استشهد في العام 1967، حين كان زخريا الابن في السادسة من عمره.
وفي نهاية القرن التاسع عشر، عرف نيقولا صايغ (1863 – 1942) كأيقونوغرافي ورسام، كما عرف بتبنيه لأسلوب المدرسة المقدسية، حيث من المرجح أنه درس فن الأيقونات البيزنطية في الكنيسة الارثوذكسية.