ارتفعت أسعار بيع الدواجن في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة بشكل كبير أدى لقلة الإقبال على شراءه، وذلك بعد أن وصل سعر بيع الكيلو الواحد إلى 16 شيقلاً، في ظل انعدام القدرة الشرائية لدى المواطن بغزة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وانهيار اقتصادي وإنساني غير مسبوق.
لم يتوقف سعر بيع كيلو لحم الدواجن الطازج عند هذا السعر كثيراً، حيث انخفض بين ليلة وضحاها إلى 11 شيقلاً، دون معرفة أسباب التفاوت في أسعار البيع، الأمر الذي يدفع للتساؤل عن أسباب الارتفاع والانخفاض؟، والعوامل المحددة لأسعار البيع؟، عدا عن دور الرقابة في حماية المستهلك من جشع التجار؟!.
وفي برنامج "نبض الشارع" الذي يُبت عبر وكالة خبر الفلسطينية للصحافة، وتُقدمه الإعلامية نجلاء نجم، قال الباحث محمد الصفدي: إن الكثير من المؤثرات أدت إلى وجود هذه المتغيرات في أسعار بيع الدواجن خلال الفترة الأخيرة.
وأشار الصفدي، إلى أن قلة الطلب ستؤدي بكل تأكيد إلى انخفاض الأسعار وليس العكس كما حصل أخيراً، مبيّناً أن الارتفاع الأخير قد يكون بسبب التغيرات المناخية، حيث يلجأ المزارعين إلى استخدام أدوات التدفئة المكلفة، أو استخدام الغاز والسولار، عدا عن ارتفاع أسعار "الصوص" الذي وصل إلى ثلاثة شواقل.
وأكد على ارتفاع سعر بيع "الصوص" المقدر بنحو ثلاثة شواقل، وذلك في ظل غياب دور الرقابة بالوزرات المختلفة، وفقدان جمعية حماية المستهلك لدورها، لافتاً إلى أن اختلاف حجم مزارع تربية الدواجن سيؤدي بكل تأكيد لتفاوت التكلفة التشغيلية.
وبيّن الصفدي، أنه وبحساب التكلفة التشغيلية المتوسطة يتضح أن التكلفة الإجمالية الكلية للمزارع الصغيرة تُقدر بحوالي تسعة شواقل ونص الشيقل للكيلو الواحد، مشيراً إلى أن التكلفة الإجمالية تختلف ما بين المزارع الكبيرة والصغيرة التي تستهلك مصاريف تشغيلية بنسب أكبر.
وتابع: "على فرض أن التكلفة في المزراع الصغيرة تُقدر بما أسلفناه سابقاً، فإن تكلفة الكيلو الواحد في المزارع الكبيرة تترواح ما بين 6 إلى 9 شواقل"، متسائلاً عن "الأسباب التي أدت إلى بيع الكيلو الواحد بسعر 16 شيقلاً؟!، وأين دور الرقابة في حماية المستهلك؟".
الأضرار الصحية
أشار الصفدي، إلى أن "المزارع يلجأ في غالب الأحيام إلى طرح الدواجن بالأسواق قبل عمر الـ35 يوماً، بهدف التخلص من عبئ مصاريف التربية، أو انخفاض الأسعار"، مؤكداً على الخطورة الصحية لتناول لحوم الدواجن قبل هذا العمر.
وأضاف: "أن الدجاج يصل إلى وزن 700 جرام، على الرغم أنه لم يصل إلى عمر الـ20 يوم، وهذا الأمر له مردود صحي سيئ على متناوليه"، داعياً إلى الإشراف الجيد على الدواجن التي يتم طرحها بالأسواق من كافة النواحي خاصة الصحية.
غياب الرقابة
أكد الصفدي، على أن الارتفاع الكبير في الأسعار لا مبرر له، وذلك لعدم وجود أية أسباب تحكم هذا الارتفاع، مضيفاً: "المطاعم تعمل على مدار العام بشكل اعتيادي ولا يختلف حجم طلبها على الدواجن إلا في المواسم التي تكون في غالب الأحيان بفصل الصيف، الذي لا يحتاج إلى تكاليف التدفئة.
واستطرد: "يتواجد في قطاع غزة ثلاثة وزارات رئيسية وهي الاقتصاد والزراعة والتموين، ويوجد لكل منها قسم مباحث يقع على كاهله مراقبة الأسعار في الأسواق وحماية المستهلك من جشع التجار".
ورأى الصفدي، أن جمعية تجار الدواجن يحكمها مجموعة من التجار، لذلك فإن رقابتها للأسعار تكون ضئيلة وليست في الاتجاه الصحيح، مؤكداً على ضرورة مراقبة وزارة المالية لجانب المشتريات بالإضافة إلى الجانب الضريبي، على الكميات المستوردة من قبل التجار.
الدواجن الحمراء والبيضاء
لفت الصفدي، إلى أن "الدجاج المعلف أو الأبيض يعتمد على أطعمة خاصة تتوافق مع التعديلات الوراثية التي طرأت عليه"، موضحاً أن الدواجن المعلفة تصل أوزانها إلى حوالي 2 كيلو غرام في أقل من 40 يوماً، وفقاً لاحتياجات الأسواق.
أما الدجاج الأحمر "البلدي"، أشار إلى أن تربيته تحتاج إلى حوالي 6 شهور لكي يصل إلى وزن الـ2 كيلو غرام، وهذا الأمر مكلف جداً لأنه يتناول خلال فترة التربية أعلاف خاصة، وبالتالي تكون تكلفته الإجمالية مرتفعة للغاية ولا تتناسب مع أسعار السوق.