سليم النفار " خفيفاً يا خليل "

Hebron-_1960's.jpg
حجم الخط

الى المرحوم عمي خليل وذكريات لم تمت

 

خفيفاً

 

مثل موجاتِ الصباحْ

 

حملت الذكرياتِ كلَّها

 

ومضيتْ

 

لم تنتظرْ

 

لم تبلِّغنا بموعد الرحلةِ الجديدةِ

 

يا خليل

 

وأنت َالذي لم يعتقد ْ ذات يوم ٍ ،

 

بتلاشي الصور القديمة َ

 

رغم أنين الزمان ،

 

وبُعد ِالبشارات ِ عن نهارٍ

 

حلمتَ أنّ تُزين َ ياقتَهُ

 

بورد الحديقة ِ تلك ْ

 

تلك َ التي تصحو كلَّ حلمٍ

 

على خدِّ البلاد ْ

 

لم تقل ْ لنا أيَّ شيءٍ

 

عن نوايا الفراق ْ

 

وأنت المولع ُ بسرد الحكايا

 

مثلَ قصيدة النثر ،

 

لا تملُّ التفاصيلَ

 

ولا تهرب ُ منك َ جمرة الايقاعْ

 

أيها الناثرُ الجميلْ

 

لماذا تترك ُ الدلالات ِ بعيداً عن دوالها

 

وتُغرق ُ الايقاع في يمٍّ عميق ْ ؟

 

أهو الشوقُ الى مهنة الآباءْ

 

أم رتابة الوقت ِ ،

 

تأخذك َ الى فضاء ٍ جديد ْ ؟؟

 

آه ٍ يا خليل

 

مازلنا نلوك ُ الأحلام َ

 

ويخذلنا الدليل ْ

 

هنا على ناصية الشارع الممتلئ ،

 

بفوضى الحكايات ،

 

بكسل الإرادات ِ الشاحبة ْ

 

تركتَ فنجان قهوتكَ ساخناً ،

 

وأحلام بحَّارٍ عتيق :

 

يشتاق لموجة ٍ

 

يوشوشها لوعاتِ الحنين

 

 

 

وظلال َ ماض ٍ بعيد ْ

 

لبلاد ٍ :

 

لم تعدْ سوى أخيلة الطفولة ،

 

وحسرةِ الراحلين ْ

 

بعيداً عن ضفة النهر

 

عميقاً في الصحارى

 

في لوعة المنفى هناك

 

أما زلت تذكرني :

 

طفلاً يُناوشُ قلبكَ الرقيقْ

 

هناكَ حيث ُ يافا لم تفارقْ

 

وصدى الحكاياتِ

 

يسكنُ صدر الفتى

 

ذاكَ الذي كنت َ

 

غير أنيَ لم أنتبه لزفرات ِ روحك َ

 

تُغالب ُالذكريات ْ

 

كما يُغالب ُ الماء ُ جداول َ الحريق ْ

 

أرحلت َ الآن

 

أليسَ من موعد ٍ بيننا

 

أم أنه الفراق ُ الذي

 

لا نُطيق ْ ؟؟