قدم مسرح الحرية يوم السبت، عرضاً جديداً لمسرحية "وهنا أنا" في الجامعة العربية الأمريكية، من إنتاج "Developing Artists"، وبالشراكة مع الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، ومؤسسة عبد المحسن القطان.
جاء هذا العرض في إطار سلسلة عروض المسرحية في الضفة الغربية، والتي بدأت في نهاية كانون الثاني من العام 2018، أحمد طوباسي قدم عرضه أمام جمهور كان من طلاب وأساتذة الجامعة، عرض خلاله رحلة حياته في أزقة المخيم في الطفولة، ثم الانتقال إلى مرحلة الشباب وعمله في صفوف المقاومة، ثم اعتقاله والحياة في السجون الإسرائيلية، ثم التحاقه بمسرح الحرية، وانطلاقته في مجال التمثيل والعمل المسرحي، ثم يسافر بحثاً عن نفسه في النرويج ليعود مجدداً الى مسقط رأسه مستمراً في البحث عن المعنى الحقيقي للحرية.
والمسرحية كانت من أداء الممثل أحمد طوباسي، وكتابة العراقي حسن عبد الرزاق، وإخراج البريطانية زوي لافيرتي، فيه جمع أحمد بين الواقع والخيال والمأساة والكوميديا، في تغطية لبعض أحداث الانتفاضة الأولى والثانية، والمسؤولية في مشاركة هذه الحقائق على خشبة المسرح، يمكنها أن تصنع فرقاً في حياة بعض الأشخاص.
وتحدث الصحفي محمد أبو عبيد عن هذا العمل ويقول إن المسرحية تكرس فكرة تعزيز المسرح وأهميته، فتعزز فكرة أن المسرح هو نوع من أنواع المقاومة الثقافية فمن الممكن أن يؤثر على الخصم كما يؤثر فيه السلاح بل بالإمكان أن يزداد تأثيره عن ذاك السلاح، ونلاحظ هذا الشيء من خلال ما يبث على الفضائيات ففيها كل أنواع الغزو الثقافي وتغيير الفكر والذهاب خارج الفكر الذي ينبغي أن يكون من أولوياتك، ويضيف أن المسرحية عبارة عن توضيح بسيط لما يعيشه الشعب الفلسطيني يوميا سواء بين عائلته أم بين جدران زنزانته.
حاول أحمد طوباسي في هذا العمل الفني رسم هويته من خلال تجاربه الفردية والجمعية مع من حوله، دون تجميل فالجمهور شعر بضعفه وخوفه وحزنه دون إبراز جانب القوة فقط وهذا ما أعطى العمل مصداقية، فرأينا أحمد ذاك الطفل وحتى سن 30 عام، إنسان عاش تحولات زمنية مختلفة، ومر عليه الوقت، له شخصية محددة كانت نتيجة ظروف عاشها لا يستطيع التخلص منها ولا سترها، وكان مضطراً للعيش معها دائماً، لكنه لم يقبلها للأبد، فكان يلعب ويعشق ويهوى ويقاوم ويحلم ويسير على طريق الأحلام ليحققها، ويسافر بعيداً ويعود، لأننا مدى الحياة نبقى نتعلق بالبيت الأول، مهما بعدنا واغتربنا، لان كل منا يبقى تائها يبحث عن مرباه لا ينساه، ومن هنا أتى عنوان المسرحية “وهنا أنا”.
وبدورها، عبرت الطالبة هديل كميل أن سعادتها باستضافة هذا العرض في الجامعة، والذي اعتبرته كهدية قيمة، ووصفت في حديثها الفنان أحمد طوباسي بالممثل البهلواني الذي يشدك بالكلام وبلغة الجسد وهذا ما يجعلك تبقى معه طوال العرض دون ملل، وأضافت أن أحمد بعرضه غاص في الزوايا المعتمة في الروح، وقدم حافزا للطلاب ألا يجعل الخوف يسبق الإنسان مهما كانت الظروف.
أما الطالبة أمل أسعد ترى أن مسرحية "وهنا أنا" استطاعت أن تختصر من خلال حياة الممثل الفلسطيني الشاب أحمد طوباسي جزءاً كبيراً من الحكاية الفلسطينية، وذلك من خلال مرورها بمراحل وحقبات زمنية مختلفة كالانتفاضة الأولى والثانية واجتياح مخيم جنين في العام 2002.
وكان هذا العرض بداية تعاون بين مسرح الحرية والجامعة العربية الأمريكية، وفي إطار رؤية لأعمال وأنشطة مستقبلية للمسرح في الجامعة، في سياق عمل مسرح الحرية في شق طريق تعاون وحوار مع المجتمع المحلي ومؤسساته انطلاقا من قناعة المسرح بأن للفنون دور حاسم في بناء مجتمع حر، ضمن رسالة هادفة متضمنة إنشاء جيل جديد قادر على تحدي كافة أشكال الظلم والقمع لمقاومة الاحتلال والحد من الحريات في فلسطين، لتحقيق رؤية مسرح الحرية من خلال المقاومة الثقافية بخلق نواة إبداعية وناقدة ضمن حركة المقاومة الفلسطينية.