أجلس بالساعات أتأمل وأقرأ ما ينشر على موقع التواصل " الفيس بوك " ,أحياناً أشعر بالحزن والفرح والأمل والأسى والهزل والضحك والوجع , ببضع ساعات أجمل كل هذه التناقضات .
هناك بعض الأصدقاء أشعر بوعي كبير لديهم ومسؤولية عالية من خلال ما ينشروه وأجد العكس أيضاً , ولكني حين أسرح قليلاً قبل الكتابة أجد نفسي جزءاً من هذا المكان , وقفت عن النشر لمدة طويلة وعدت أكتب لأجد ما أبحث عنه ,
أبحث عن حق في باطل , عن وطن داخل مستوطنة معدة لتغيب الفكر , أبحث عن قلم حر داخل سجن , أننا نستطيع أن نعيد تأسيس هذا المكان لمنظومة جديدة , أساسها صنع حضارة نرتقي فيها , أن نبث الأخلاق داخل كل ما ننشره , الخطأ لا يكمن بالأشياء بل بكيفية استخدامها .
أن موقع التواصل " الفيس بوك " , منبر رائع للغاية ليكون بداية التأسيس لحضارة الأخلاق التي رحلت عن دولنا العربية , لتتزين كل تصرفاتنا داخل أطراها , لنعرض كل مشكلاتنا ولنناقش آلية حلها بأي طريقة سواء كوميدي أو أكاديمي ولكن يجب أن يكون الموضوع يستحق ذلك , وأيضاً فلنحزن ولنفرح ولنحب ولننتقد ولنطالب ولنصرخ ولنعارض ولنكتب ولنرسم ولنحلل ولنناقش ولكل شيء تريدون ولكن لنضع الأخلاق صوب عيوننا حين نقرر ممارسة أي من هذه الأشياء هنا ,
أننا دائماً في حالة حرب , فلا وقت للوقت , هناك مواضيع مهمة للغاية على صعيد قضيتنا يجب مناقشتها , يقوم الصهاينة بأفعال مستمرة ولا أحد يلفت النظر لهم , مثل تعليم أبنائهم حمل السلاح في وجه أي عربي , وأيضاً موضوع بدو النقب الذي يناقش تحديد النسل لهم ومنعهم من الزواج لأكثر من امرأة , ومدارسهم المتطرفة التي يتعلمون فيها كيف يقتلون الرضع والأطفال داخل بطون أمهاتهم , حتى يستطيعون قتل المستقبل وأن بقي أحد يكون بلا وعي سياسي ولا وطن ولا حتى فكر قضية , هكذا يكون تغيير الفكر داخل المجتمع ليس من خلال التمسك ببعض العادات والتقاليد التي تقتل الأفق لدينا , بنو دولتهم برؤية للمستقبل وخطة للحاضر وسرقة للماضي , فلسطين تحتاج " فكر " .