نقلت صحيفة يسرائيل هيوم الصادرة اليوم الخميس، عن مسؤولين كبار في رام الله قولهم إن: "الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتمد الآن على ثلاثة لاءات مطلقة وجديدة، حيث إنه في الوقت الذي تتشبث فيه إسرائيل بالإنجازات على الجبهة السياسية، لا يزال الفلسطينيون يتحصنون وراء موقفهم بأن إدارة ترامب متحيزة بالكامل لصالح إسرائيل، وبالتالي لا يمكن أن تعمل كوسيط حصري في مسألة حل النزاع".
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس وضع المقربين منه في القيادة الفلسطينية الاستراتيجيات التالية: لا لمحاولات الولايات المتحدة استئناف علاقات واشنطن الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية (يرفض أبو مازن الاجتماع مع المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات وممثلي ترامب في المنطقة)؛ لا لصفقة القرن التي يعرضها ترامب، ووقوف الدول العربية، على الملأ على الأقل، وراء معارضة الفلسطينيين لقرار ترامب بشأن القدس (كما يذكر، طلب ترامب من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن الدعم العلني في موضوع القدس، لكن أبو مازن أحبط هذه الخطوة). ولا لمحاولات الولايات المتحدة والدول العربية والغربية (خاصة من أوروبا) جعل الفلسطينيين يوقفون الانتفاضة السياسية ضد إسرائيل من خلال الانضمام إلى المنظمات الدولية وما شابه.
وقالت الصحيفة: "هناك في رام الله من سيقولون إن لاءات أبو مازن الثلاثة هي النسخة الحديثة للاءات مؤتمر الخرطوم في السودان بعد إقامة دولة إسرائيل، (مؤتمر الخرطوم عقد بعد حرب حزيران 1967 – المترجم) التي أعلن فيها الفلسطينيون والدول العربية: "لا للاعتراف بدولة إسرائيل"، و "لا للمفاوضات مع إسرائيل"، و "لا لاتفاق سلام مع إسرائيل".
وأضاف كبار المسؤولين الفلسطينيين أن هناك قطيعة سياسية كاملة بين رام الله وواشنطن، كما قالوا انه منذ عدة أسابيع تحاول جهات رفيعة في وزارة الخارجية الأمريكية، خفض مستوى التوتر مع الفلسطينيين من خلال وعدهم بسلسلة من اللفتات ومحاولة عقد اجتماعات بين كبار المسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم غرينبلات مع أبو مازن ورجاله ، إلا أن رئيس السلطة الفلسطينية يتمسك بموقفه ويرفض مقابلة غرينبلات أو أي من رجال ترامب حتى يعلن الرئيس تراجعه عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال مسؤول رفيع: "في أعقاب الرد المعتدل نسبياً من قبل جامعة الدول العربية، توجه الأميركيون إلى الدول العربية الثلاث ذات النفوذ الكبير على الفلسطينيين - مصر والأردن والسعودية - وطلبوا دعمهم لإعلان الرئيس حول القدس، في حين وعدوا بإيماءات مختلفة وتعزيز المشاريع الاقتصادية بين الدول"، إلا أن أبو مازن الذي مارس ضغوطا هائلة لمنع الخطة الأمريكية وتحدث مع كل زعيم عربي ممكن، في الآونة الأخيرة، تمكن من إحباط التحرك الأمريكي وجعل الدول العربية تقف إلى جانب الفلسطينيين وترفض، علنا على أي حال، إعلان الرئيس ترامب بشأن القدس.
وأضاف المسؤول الرفيع في حديثه لصحيفة "يسرائيل هيوم"، انه كبادرة شكر للموقف العربي الموحد، وقع الرئيس أبو مازن، يوم الأحد، على أمر رئاسي يمنع المسؤولين الفلسطينيين من إطلاق تصريحات ضد الدول العربية وقادتها في مسألة القدس، ومن يخالف ذلك يحاكم بتهمة المس بالمصالح القومية الفلسطينية.
وأكد المقربون من أبو مازن، أنه تم في ديوان الرئيس اتخاذ قرار استراتيجي آخر، يرفض الجهود الدولية لوقف التدابير الدولية التي يخطط لها الفلسطينيون ضد إسرائيل، من خلال تقديم مشاريع قرارات إلى مجلس الأمن، والانضمام إلى المنظمات الدولية وتعزيز "الانتفاضة السياسية ضد إسرائيل".
ووفقا لادعاءات الجهات الفلسطينية، فإن "إسرائيل، بدعم وتأييد من الولايات المتحدة، تحاول منع الفلسطينيين من القيام بخطوات دولية، وفي مقدمتها، تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطالب بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والتحرك ضد المستوطنات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي، وترقية مكانة السلطة الفلسطينية إلى مكانة دولة عضو في الأمم المتحدة".
كما أكدت المصادر، على أن "إسرائيل والولايات المتحدة تمارسان حملة ضغط قوية على مختلف الدول في الساحة الدولية، من أجل منع الفلسطينيين من الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية التي ستمكنهم من مقاضاة إسرائيل.
وأضافت: "لقد قيل لنا في أكثر من مرة، من قبل ممثلين للدول الصديقة أن الضغوط التي تمارسها عليهم الولايات المتحدة وإسرائيل شملت بشكل أساسي الرسائل التي تعتبر أن دعم الموقف الفلسطيني قد يؤدي إلى تقليص ووقف المنح المالية والتعاون الاقتصادي الهام ، ولكن لسعادتنا فإن غالبية الدول لم تستسلم للتهديد".