اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى الحكومة الروسية بشكل مباشر، بالوقوف وراء هجمات الكترونية أتاحت الوصول إلى أنظمة التحكم ببعض البنى التحتية فائقة الحساسية في الولايات المتحدة مثل محطات الطاقة النووية وتوزيع المياه.
وأشار تقرير فني أعده خبراء في مجال الأمن الالكتروني، في وزارة الأمن الداخلي الأميركية، مساء يوم الخميس، إلى استهداف جهات في مجال المعلوماتية "التابعة" للحكومة الروسية، وكالات حكومية والعديد من قطاعات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، بما فيها الطاقة والمرافق النووية والتجارية والمياه والطيران ومرافق حساسة في مجال الصناعة.
وتزامن هذا الاتهام الأميركي لروسيا مع إعلان إدارة ترمب مجموعة عقوبات ضد أفراد وكيانات روسية ردًا على تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية عام 2016، والعديد من الهجمات الالكترونية.
وفي المجموع، استهدفت تلك العقوبات 19 فردًا بينهم رجل الأعمال يفغيني بريغوجين القريب من الكرملين، فضلًا عن خمسة كيانات بينها جهاز الاستخبارات الداخلية وأجهزة سرية تابعة للجيش الروسي، الأمر الذي أعقبه تدخل موسكو التي لطالما نفت أي تدخل، والرد بلسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي توعد بـ"تدابير انتقامية".
وعادت الخلافات بين واشنطن وموسكو بقوة إلى الواجهة وذلك بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الروسية.
وفي سياق الرد الروسي، أعلنت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة، صباح اليوم السبت، أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية هايزر ناويرت، تدخلت في الشؤون الداخلية لروسيا من خلال تغريدة عن لجنة الانتخابات المركزية الروسية.
وجاء في بيان للسفارة: "نيابة عن روسيا، أظهرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مثالًا آخر على التدخل في شؤوننا الداخلية الآن، بخبر مزيف في محاولة سيئة للإضرار بالديمقراطية الروسية، لكن الشفافية الكاملة للانتخابات الرئاسية مضمونة".
وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس الجمعة أن اقتراب الانتخابات الرئاسية الروسية المزمع إجراؤها في 18 مارس الجاري، يسبب قلقاً للكثيرين.
ورد بيسكوف عن سؤال، ما إذا كان سيقل الخطاب المعادي لروسيا بعد الانتخابات: "دعونا نقول، إنه من الواضح، أن اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالطبع يقلق الكثيرين. كثيرون غير مرتاحين من الرئيس فلاديمير بوتين بسبب موقفه الثابت والقوي في الدفاع عن مصالح روسيا".