بدأ الناخبون الروس في التوجه إلى مراكز الاقتراع اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي من المؤكد أن يحسمها فلاديمير بوتين ويفوز بولاية رئاسية رابعة من ست سنوات.
ونظراً إلى الفرق في التوقيت، فتحت مراكز الاقتراع في أقصى الشرق الروسي وسيبيريا في الساعة 20:00 توقيت غرينتش، مساء السبت على أن تغلق في جيب كالينينغراد على الحدود مع الاتحاد الأوروبي في الساعة 18:00 توقيت غرينتش الأحد.
وتبدو الانتخابات الرئاسية أشبه باستفتاء على شعبية بوتين، وسياساته، في ظلّ غياب أي منافس حقيقي بين المرشحين السبعة الذين يواجهون، نظرياً، بوتين، والذي رفض المشاركة في مناظرات تلفزيونية مع المرشحين الآخرين.
ويخوض سباق الانتخابات سبعة مرشحين يتنافسون على المرتبة الثانية، وهم مرشح "الحزب الشيوعي" بافيل غرودينين، وزعيم "الحزب الليبرالي الديمقراطي" فلاديمير جيرينوفسكي، وأحد مؤسسي حزب "يابلاكا" (تفاحة) غريغوري يافلينسكي.
كما تخوض سباق الانتخابات الإعلامية كسينيا سوبتشاك، ورئيس حزب "روست" (النمو) بوريس تيتوف، ومرشح حزب "شيوعيو روسيا" مكسيم سورايكين، ومرشّح "اتحاد عموم الشعب الروسي" سيرغي بابورين، الذي سبق له أن شغل مناصب رفيعة في المجالس التشريعية السوفييتية ثمّ الروسية.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإنّ بوتين الذي يخوض الانتخابات مرشحاً مستقلاً، قد يحصل على أصوات 69% من الناخبين، ويليه غرودينين (7%) وجيرينوفسكي (5%) وسوبتشاك (2%) ويافلينسكي (1%) وبابورين (1%).
وأقصى نظام بوتين كل رموز المعارضة عن حلبة المنافسة، ولفق لهم تهماً مختلفة، إذ رفضت اللجنة الانتخابية المركزية ترشيح ألكسي نافالني، أبرز رموز المعارضة الروسية، بل حكم عليه بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة اختلاس أموال، قال المعارض إنّها "مفبركة".
ورداً على قرار منعه من الترشح، دعا نافالني (41 عاماً) إلى مقاطعة الانتخابات.
وبعد سنوات عصيبة عاشتها روسيا على إثر الأزمة الأوكرانية والعقوبات الغربية وتراجع أسعار النفط والتدخّل العسكري المباشر في سورية، يسعى بوتين، في الانتخابات التي تجري في الذكرى الرابعة لضم شبه جزيرة القرم، إلى إضفاء شرعية على فوزه بتحقيق المعادلة 70/70 (أي 70% من الأصوات مع نسبة مشاركة 70% أيضاً) التي اقترحها مسؤول السياسة الداخلية في الكرملين سيرغي كيريينكو.
وقلّل نائب مدير "مركز المعلومات السياسية" في موسكو مكسيم لافنيتشينكو، من واقعية تحقيق المعادلة 70/70، قائلاً في مقابلة مع "العربي الجديد"، إنّ "النتيجة واضحة سلفاً، لكن السؤال هو، هل سيتمكّن بوتين من الفوز وفقاً للمعادلة 70/70؟ أتوقّع أن يحصل بوتين على ما بين 66 و70% من الأصوات، ولكنني لا أعتقد أنّ المشاركة ستزيد عن 65%".
وحول عامل إجراء الانتخابات في ذكرى ضم القرم، والتي تصادف اليوم الأحد، أوضح لافنيتشينكو أنّ "هذه الانتخابات هي في الواقع تكرار لاستفتاء انضمام القرم. وللمرة الأولى، يصوّت سكّان القرم في الانتخابات الرئاسية، وفي حال زادت نسبة المشاركة والتأييد فيها عن 90%، سيكون ذلك بمثابة دليل أمام العالم على اندماجها في روسيا".
وكانت روسيا قد ضمت القرم قبل أربع سنوات، بعد موجة من الاضطرابات في أوكرانيا وموافقة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي على طلب بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، وإجراء استفتاء تقرير المصير في شبه الجزيرة ذات الغالبية الناطقة بالروسية.
ويتولّى بوتين قيادة روسيا منذ عام 2000، سواء بصفته رئيساً للدولة أو رئيساً للوزراء. ولما كان الدستور الروسي يحظر شغل منصب الرئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، تمكّن بوتين من الاحتيال على هذه المادة، عبر تسلّمه رئاسة الوزراء في مقابل تنصيب رجله دميتري ميدفيديف رئيساً بين عامي 2008 و2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد بعد تعديل الولاية الرئاسية من أربع إلى ست سنوات.