لم تعُد كرة القدم مجرد لعبة، بل أصبحت وسيلة للتقارب والتعارف والتعاضد والشعور المتبادل, وهذا ما شهده ملعب فلسطين, عندما عاش الطفل يزن محمود أبو توهه المصاب بمرض السرطان, لحظات جميلة بين لاعبي فريقي الصداقة وخدمات الشاطىء قبل مباراتهما في بطولة الدوري الممتاز بغزة.
مشهد الطفل أبو توهه نجل شقيق لاعب الصداقة محمد أبو توهه مثالا حياً على الدور المحوري الذي تلعبه كرة القدم في حياة البعض، فالطفل الذي يبلغ سن العاشرة, يعاني من المرض الخبيث في الدم, طلب من عمه ارتداء قميص نادي الصداقة الذي يُشجعه, وملامسة المستطيل الأخضر وتحقيق حلمه بمداعبة الكرة على الأرض المعشبة, ومصافحة لاعبي مخيم الشاطئ الذي يقطنه, وهو ما حققه له نادي الصداقة الذي يتميز بالقيم والأخلاق قبل اللعب.
وقام الطفل أبو توهه قبل المباراة بمصافحة لاعبي الفريقين والحُكام الذين ارتدو علامة التضامن مع مرضي سرطان الدم, والتقط الصور التذكارية معهم, ومن ثم نفذ ركلة البداية, وسط هتافات الجماهير لتشجيعه وأمنيات السلامة له, لتؤكد الرياضة دوماً أنها حينما تجمع وتؤلف، تُقرب وتُسعد، وترسم البسمة على شفاهٍ آلمتها أوجاع الحياة ،فالكرة باتت صناعةً ومتعةً ولقاءً بل وحياه.