يستمر الاحتلال في حرمان أكثر من 78 طفلا من لقاء أمهاتهم في يوم الأم، حيث لا تزال 21 أما فلسطينية معتقلة في سجون الاحتلال.
وتؤدي أساليب التعذيب إلى معاناة جسدية ونفسية شديدة للأسيرات والأسرى، حيث تحرم الأمهات وباقي الأسيرات والأسرى من حقهم في المحاكمة العادلة والزيارات العائلية.
وتتعرض الأسيرات لسوء المعاملة وأساليب تعذيب مختلفة مثل: العزل، وتعصيب العينين، والتكبيل، والحرمان من النوم، والحرمان من الطعام والمياه لفترات طويلة، والحرمان من العلاج الطبي المناسب، والحرمان من الوصول إلى المراحيض، والحرمان من الاستحمام، والشبح، والصراخ والإهانات الشتم، إضافة إلى التحرش الجنسي.
(ج.م) أم لأربعة أبناء، اعتقلت من منزلها عام 2014 ولا تزال قابعة في سجون الاحتلال، أفادت لمحامية الضمير عن تجربتها قائلة: "فتشوني تفتيشا عاريا مرتين فور وصولي لمركز التحقيق، ثم قاموا بتعصيب عيني، وابقتني السجانة بلا ملابس لفترة من الزمن، كما تعرضت طوال فترة التحقيق للتحرش الجنسي والاهانة من قبل المحققين".
(ه.م) أم لثلاثة أبناء أكبرهم (14 عاما)، اعتقلت من منزلها عام 2016، ولا تزال معتقلة في سجون الاحتلال حتى اللحظة، والجدير بالذكر أن زوجها أيضا معتقل.
وصفت (ه.م) لمحامية الضمير أسوأ تجاربها خلال التحقيق قائلة: "أكثر لحظة خفت فيها هو حين بدأ الجنود بتهديدي باعتقال ابني الأكبر، في حال لم أوقع على ورقة اعتراف وضعت أمامي، وكانت مكتوبة باللغة العبرية التي لا أفهمها".
يتم احتجاز النساء الفلسطينيات في سجن "هشارون" وسجن "الدامون" داخل دولة الاحتلال، ما يعني أنهن ينقلن قسريا وبصورة غير قانونية من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وإن النقل القسري للأسرى غير قانوني، ويشكل انتهاكا لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على أنه يجب احتجاز الأشخاص المتهمين بجرائم في بلدهم المحتل، كما يرقى ترحيل الأشخاص المحميين، بموجب المادة 49 من نفس الاتفاقية.
ويعاني أطفال الأسرى من رحلة طويلة وشاقة عند زيارة أهاليهم وأقاربهم في سجون الاحتلال، بداية بتقديم طلبات تصاريح الزيارة، مرورا بساعات طويلة من السفر والتفتيش، وانتهاء برؤية امهاتهم من وراء حاجز زجاجي، وفي الحقيقة هؤلاء الأسيرات هن أمهات لـ78 ابنا وابنة غالبيتهم من الأطفال.
يقبع حاليا في سجون الاحتلال حوالي 6119 أسيرا وأسيرة فلسطينية، من ضمنهم حوالي 350 طفلا، يتم ترحيل معظم هؤلاء الأسرى بصورة غير شرعية من الأراضي المحتلة.
وهذا الرقم يعني أن هناك حوالي 6000 أم فلسطينية محرومات من أبنائهن لوجودهن في سجون الاحتلال، وتحرم بعض الأمهات من زيارة أبنائهن وبناتهن داخل السجون بذرائع أمنية واهية، وفي حال تلقي الأمهات لتصاريح تسمح لهن بالزيارة، فإنهن يواجهن رحلة طويلة وصعبة للوصول للسجون.