كشفت مصادر أمنية إسرائيلية اليوم الأربعاء أن الكيان الإسرائيلي اكتشف المفاعل النووي السوري في دير الزور بمحض الصدفة قبيل إطلاقه.
وذكر موقع "i24" الإسرائيلي في تقرير له أن البهجة التي غمرت القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية عقب نجاح عملية تدمير المفاعل النووي في دير الزور، أبعدت وبسرعة عن الأضواء تساؤلات محرجة تتعلق بالإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي.
وأوضح أنه "من هذه التساؤلات، كيف حصل أن مشروع المفاعل النووي السري لبشار الأسد قد اختفى عن أنظار الاستخبارات الإسرائيلية التي كانت تفخر على مدار سنوات طويلة بمعرفتها بكل حركة ولو لمسافة ملمتر على الأراضي السورية ولا سيما بكل ما يتعلق بالاستعدادات العسكرية".
وأضاف "لم تواجه حكومة أولمرت آنذاك ولا أجهزة الاستخبارات هذا التساؤل ولم يقدم أي منهم الإجابة الجدية عنه عبر تحقيق معمّق، لقد أدى اغفال البرنامج النووي الليبي في عام 2003، إلى تشكيل لجنة تحقيق سرية تابعة للجنة الخارجية والأمن لدى الكنيست وسرى توتر حاد بين رؤساء أذرع الاستخبارات ورئيس اللجنة آنذاك عضو الكنيست يوفال شتاينتس (الليكود)".
وبين الموقع الإسرائيلي أنه في حالة المفاعل النووي السوري، بقيت الاستخبارات الإسرائيلية على أنواعها منسية من المحاسبة على هذا الإخفاق باستثناء فحص داخلي في أجهزة الأمن لم تظهر نتائجه على الملأ إطلاقًا وبقي طي الكتمان.
الإخفاق الاستخباراتي الأضخم
وكشف مسؤول رفيع في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس" أن الاكتشاف المتأخر للمفاعل السوري، قبل نصف سنة من تشغيله يعتبر "الإخفاق الاستخباراتي الأضخم لدولة إسرائيل، وقد يكون هذا الإخفاق أضخم من الإخفاق في حرب يوم الغفران".
وقال: "التنفيذ كان جيدًا لكنه جزء من الكل، فالحكومة قررت التنفيذ ونفذت، ولكن المخيف في الأمر أن الكشف عن المفاعل كان عن طريق الصدفة، فلقد كان الأسد بمساعدة الكوريين الشماليين يشيدون تحت أنوفنا مفاعل نووي في دير الزور على مدار خمس أو ست سنوات".
وأضاف المسؤول الرفيع: "يعلم الله كم كنا غافلين عن هذا في جهاز الاستخبارات المطلع على كل صغيرة وكبيرة في العالم، لم يكونوا يعلمون شيئا عن هذا المفاعل عشية إطلاقه، فقد كان شبه جاهز عندما دمرناه".
وتابع: "هو لم يكن فقط أساسات، فلولا أن الموساد أتى بمواد استخباراتية من فيينا تثبت أن المبنى الذي يشيد في دير الزور هو مفاعل نووي وأن المشروع كان شبه مكتمل، لما قفزنا كالمذعورين من الصفر إلى المائة".
وأردف: "كيف يمكن أن يحدث شيء كهذا؟، فهذا الإخفاق يعود إلى النظرية المغلوطة التي يعتمدون عليها في إسرائيل وفي الدول الغربية وهي أنه من غير الممكن أن تشرع دولة عربية ببناء مفاعل نووي على أراضيها قبل تدريب طواقم خبراء بمساعدة دول أخرى ليكونوا على أهبة الاستعداد لتشغيل مثل هذا المشروع".
وبين المسؤول الاستخباري الإسرائيلي أن "الشروع ببناء مفاعل نووي عسكري كهذا بدون تدريب كوادر محلية لتشغيله هو أمر غير مسبوق في تاريخ تطوير الأسلحة النووية، فلقد تولى الكوريون عمل كل شيء هناك".
كوريا الشمالية بسوريا
ووصف هذا الأمر بـ "الجنون"، مضيفًا "لم نكن نعلم أن عدد العالمين بسر هذا المفاعل محصور جدًا، فما من أي خبير تقني سوري يجيد تشغيل مثل هذا المفاعل، فلقد كان المفاعل العراقي الذي دمرناه عام 1981 مشروعا مكشوفا نسبيا إذا ما قارناه مع مفاعل دير الزور السوري".
ويعود المسؤول بذاكرته وفقا لما نشرته صحيفة "هآرتس"، ويعرب عن اعتقاده أن الكوريين الشماليين على ما يبدو كانوا ينوون تشغيل المفاعل في دير الزور بأنفسهم.
ورأى أن "الفائدة الأساسية من هذا المفاعل كانت ستعود إلى الكوريين الشماليين أنفسهم، فلقد كانت بلادهم مستهدفة من الغرب، وكانت كل الأنظار موجهة نحوها، ونحن أزلنا الخطر من خلال غارات جوية بينما خلد الأمريكيون للنوم دون أن يعلموا ما الذي حصل هنا".
ويتساءل محذرًا "يتوجب أن نتساءل هل هناك مفاعلات نووية كهذه بإدارة كورية شمالية في أماكن أخرى في العالم؟ هل ثمة خطر كهذا يتهدد الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا؟، لم نحصل على أي معلومات استخباراتية حول هذا الأمر منذ دمرنا مفاعل دير الزور".
التفاصيل من البداية
وفي صباح يوم الأربعاء 21 مارس 2018 أزال الرقيب العسكري المنع عن واحدة من أكثر عمليات "إسرائيل" جرأة في الجبهة الداخلية للعدو في السنوات الأخيرة -تفجير المفاعل النووي في دير الزور في شمال شرق سوريا، على حد تعبيرهم.
ونقل المراسل العسكري لموقع "وللا" العبري أمير بوخبوط عن رئيس هيئة الأركان في حينه الجنرال غابي أشكنازي قوله "لقد كان واضحًا منذ البداية، بعد أن تم تحويل المهمة من المستوى السياسي إلى الجيش، فإن الجيش الإسرائيلي سيكون عليه أن يدمر المفاعل دون التدهور إلى حرب، وهذا ليس قرارنا بل قرار العدو (سوريا)، وينبغي أيضا أن ننتصر".
تدمير بعلم أمريكا
وذكر بوخبوط أنه تم إطلاق عملية "خارج الصندوق" في ليلة 25 من سبتمبر 2007، بهدف تدمير المفاعل الذي تم بناؤه بشكل سري في منطقة دير الزور الصحراوية، و"إزالة تهديد وجودي لإسرائيل".
وأوضح أن الهجوم شمل على ثماني طائرات مقاتلة -أربعة من السرب 69، واثنان من 119، واثنين من سرب 253 التي أقلعت من قواعد "حتسريم" و"رامون" في جنوب الكيان.
وبين بوخبوط أن كل طائرة كانت تحمل قنابل من نوع مختلف للتأكد من تدمير الهدف بدقة، مشيرًا إلى أنه تم الدخول عبر البحر الأبيض، ولم يكن هناك اتصال بين الطائرات كي لا يتم اكتشاف الأمر.
ولفت إلى أنه وصلت الطائرات إلى المبنى ومكثت فوقه 3 دقائق، وألقت كل طائرة قنبلتين، وأن العودة تمت بارتفاع منخفض على طول الحدود الجنوبية مع تركيا عبر البحر.
وأشار إلى أنه في يوليو 2007 اتصل رئيس وزراء الاحتلال في حينه أيهود أولمرت بالرئيس الأمريكي جورج بوش الذي كان يعتبر "صديقًا عظيما لإسرائيل وصديق شخصي لأولمرت" وقال له: "جورج، أطلب منك أن تقصف سوريا".
وردًا على هذا الطلب أجاب بوش: "لا يمكنني تبرير هجوم على دولة ذات سيادة ما لم تخبرنِ وكالات الاستخبارات الأمريكية أن لديها برنامج لتطوير أسلحة نووية".
وأجاب أولمرت-بحسب بوخبوط- "إن استراتيجيتك، سيدي الرئيس، تثير قلقي الكبير"، فكتب الرئيس السابق أن "أولمرت لم يسألني عن الضوء الأخضر لشن هجوم، ولم أمنحه مثل هذا الضوء، لأنه كان يعتقد أنه من الضروري التصرف دفاعًا عن دولة إسرائيل".
ولفت إلى أنه عندما انتهى الاتصال الهاتفي، وأخبر أولمرت بوش أن "إسرائيل ستعتني بمصالحها، فأخبر بوش مساعديه، لهذا السبب أقدر هذا الرجل".
ووفق بوخبوط "كان لإسرائيل مشكلة مع إدارة بوش التي بدأت تعترض عليها في أعقاب إخفاقات حرب لبنان الثانية، ففي أعقاب أداء الجيش الإسرائيلي الفاشل في حرب لبنان عام 2006، اعتقدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن الجيش الإسرائيلي لم يعد يمكن الوثوق به".
ويوضح أنه "ربما كان هذا الموقف المشكوك فيه أحد الأسباب التي جعل الأمريكيين يترددون في قيام إسرائيل بقصف المفاعل في سوريا لأنهم كانوا يخشون أن تندلع الحرب".
إبلاغ بيرس ونتنياهو وباراك
وأوضح بوخبوط أنه في 6 سبتمبر 2007، نحو الساعة الرابعة صباحًا جلس أولمرت في ملجئ وزارة الجيش في "تل أبيب" وسمع كلمة "أريزونا" إلى جانب كبار ضباط الجيش، والتي كانت تعني أنه تم تدمير المفاعل بنجاح، لكن قبل بضعة أشهر من تلك الليلة كان أولمرت يأمل أن يكون من يدمر البرنامج النووي السوري هو الولايات المتحدة.
وبين أنه عند تلقي المعلومات بأن سوريا تقوم ببناء مفاعل نووي قرر أولمرت اطلاع رؤساء الوزراء السابقين: شمعون بيرس، بنيامين نتنياهو وإيهود باراك، حيث في ذلك الوقت، يذكر أولمرت "لقد استدعت كل واحد من الثلاثة على حدة"، فرد نتنياهو وباراك بالطريقة نفسها: "يجب تدمير المفاعل قبل أن يصبح مفاعلًا ساخنًا"، لكن "بيرس قال له إنه من الممكن عرض صفقة على السوريين".
لكن ما أدهش أولمرت-بحسب بوخبوط- هو سلوك باراك منذ توليه منصب وزير الجيش بدلاً من عمير بيرتس، فعند نقطة معينة يقول أولمرت "بدأ باراك يثير تساؤلات حول الحاجة إلى عملية عسكرية لتدمير المفاعل".
لكن باراك هاجم أولمرت ونفى بشدة تعليقاته على اقتراحه بتفجير "المفاعل الساخن"، وقال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس: "الرجل لم يأمر بالقيام بعمليات، وقد فسر تعليماتي بأنها تباطأ فقط لأنه ليس لديه خبرة في هذا المجال".
وأضاف: "لم يقترح أولمرت مهاجمة مفاعل ساخن في أبريل، وهو يحاول إعادة كتابة التاريخ كما يحاول القيام به بشأن شولا زاكين، ويخلق واقعا خياليا لنفسه لملء كتابه".
ويدعي أولمرت في كتابه أن باراك تصرف بدوافع تآمريه وفعل كل شيء ممكن لنسف الهجوم أو تأجيله، ما كان دافعا لباراك هو أن أيام حكومته كانت معدودة، وذلك في ضوء نشر تقرير "فينوغراد" النهائي عن فشل حرب لبنان الثانية صيف 2006، والذي من شأنه أن يجبر أولمرت على الاستقالة.
وكان باراك سيخلفه في مكانه، وسينجح باراك في تدمير المفاعل في سوريا وفي ضوء سابقة مناحيم بيغن وقصف المفاعل العراقي، حتى فاز في الانتخابات واختير رئيساً للوزراء، فكان باراك من المؤيدين المتحمسين لتدمير المفاعل حتى انضم للحكومة لكنه يعارض باستمرار أي خطة لتدميره من لحظة انضمامه إليه.
من ناحية أخرى، ينكر باراك بشدة ذلك ويدعي أن كل ما فعله هو الإصرار على خطط أفضل لهجوم من شأنه أن يضمن تدميرًا واضحًا للمفاعل وعدم انسحاب المنطقة إلى حرب شاملة.
وذكر باراك "اتخذ قرار تفجير المفاعل قبل أن انضم إلى الحكومة، وقد أبلغني أولمرت قبل ستة أسابيع من دخولي للحكومة، فقد استدعاني إلى منزله وكان هناك عاموس يادلين (رئيس المخابرات العسكرية في ذلك الوقت)، ومائير داغان رئيس الموساد وشرحوا الخطط، وفي النهاية سألني أولمرت عن رأيي وقلت اذهب بقوتك، وسوف تدمر هذا المفاعل".
"خطتين تشغيليتين"
ووفقا لباراك "لم يكن هناك شك في أن المفاعل كان ينبغي تدميره، وهو استمرار طبيعي لقصف المفاعل العراقي عام 1981، فكان الخوف هو أن تصبح سوريا طبعة ثانية من لبنان".
وأوضح أن خطتين تشغيليتين كانتا مدرجتين في جدول الأعمال عندما انضم إلى صفوف صانعي القرار، لكن كان لكل منهما قيد، "أولا، لم يكن واضحًا أنها ستدمر المفاعل، ولكنه سيبقى تحت الرادار، والخطة الثانية تدمير المفاعل بأمان مع احتمال ضئيل أن يؤدي إلى صراع واسع النطاق مع سوريا وحزب الله".
وعند عودته إلى وزارة الجيش في يونيو 2007، قدم طياران من سلاح الجو الإسرائيلي الأول هو مسؤول سلاح الجو ألعيزار شكيدي، والآخر رئيس الاستخبارات العسكرية، يدلين، الخطط التشغيلية.
وفي يونيو 2007 أجريت الانتخابات الداخلية في حزب العمل، التي فاز بها إيهود باراك وخطط ليحل محل عمير بيرتس كوزير للجيش. في ظاهر الأمر، يبدو هذا بديهيًا. من المفترض أن يكون باراك، رئيس الأركان السابق ورئيس الوزراء، مرشحًا طبيعيًا ليكون وزيرًا للجيش.
سرعان ما فاجأ المشاركون لسماع وزير الجيش الجديد يطرح أسئلة خطيرة حول الحاجة إلى عمل عسكري لتدمير المفاعل، من الممكن القيام بالعملية في الربيع المقبل. وهذا هو، فيما يقرب من تسعة أشهر. فاجأ المشاركون. سوف يكون المفاعل ساخناً وفقاً لبيانات الاستخبارات. ما هي المشكلة، أجاب باراك، لذلك سنقوم بتدمير مفاعل ساخن.
في الفترة ما بين 5 و6 سبتمبر 2007، في تمام الساعة 00:00، كنا جميعاً في أعماق الأرض، في موقع المراقبة التابع للقوات الجوية. وقال رئيس الأركان جابي اشكنازي: "نحن مجموعة كبيرة. سنجلس في الغرفة التالية ونراقب العملية على شاشة عملاقة".
لماذا الآن يُسمح بالنشر؟
ويرى آيزنكوت أن التأكيد الإسرائيلي على حقيقة أن "إسرائيل" هي التي هاجمت المفاعل في دير الزور في 7 سبتمبر 2007، بالطبع، يثير التكهنات حول القصد من وراء النشر.
وتساءل: فجأة، الآن؟ ما الذي جعل الرقابة تسمح بنشر تفاصيل الهجوم. هل كان هناك تغيير مثير للتفكير في تقييم رد الأسد على تعرضه للهجوم أو هل سعى النظام السياسي لتأجيله حتى الآن؟".
إلا أن آيزنكوت يقول إن "الرسالة من الهجوم كانت هي أن إسرائيل لن تقبل بناء القدرة التي تشكل تهديدًا وجوديًا لها، وهذه هي الرسالة التي كانت في عام 81، هذه هي الرسالة في عام 2007 وهذه هي الرسالة المستقبلية لأعدائنا".
وأضاف "الرسالة الرئيسية هي أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون على استعداد عالي جدا لاحتمال التصعيد والوصول إلى الحرب، كان في السابق هناك الوقت الثمين الذي كان الجيش يمكن فيه أن يغلق الثقوب والتشققات -أعتقد أنه لا وجود له الآن تلك الفرصة في الوقت الذي نعيش فيه الآن.
إيران والخيار العسكري
ويرى آيزنكوت أن توقيت الإعلان عن المسؤولية عن تفجير المفاعل في سوريا هو النية لإلقاء إشارة على إيران أن "إسرائيل لم تتخلَّ عن الخيار العسكري".
كما يأتي-وفق آيزنكوت-في وقت يزداد فيه تعقيد الوضع الإسرائيلي على الجبهة السورية اللبنانية، وقد يكون أن الفترة الجيدة والهادئة من السنوات الماضية قد انتهت.
وأوضح أن بوتين (الرئيس الروسي) ذكر أن هناك محاولات وهناك عناصر في الولايات المتحدة تنظر إلى "إسرائيل" على أنها عامل مهم يشكل تفاهمه الهادئ بشأن سوريا جزءاً من استراتيجية بوتين.
لذلك، هناك مطالبة بأن تقف "إسرائيل"-وفق آيزنكوت-على نحو لا لبس فيه مثلما حدث أثناء الحرب الباردة، في إطار التحالف الأنجلو-أمريكي، لافتًا إلى أن بوتين ذكر أنهم كانوا يحاولون جر "إسرائيل" إلى هستيريا مناهضة لروسيا. احتمال أن يخرج الوضع عن السيطرة ينمو.
وأضاف: "حتى بعد قصف المفاعل، استمر المحور السوري الإيراني في إثارة النشاط، بمشاركة مستمرة من أعضاء حزب الله".
وعدد عددًا منهم بالقول: "كان الجنرال محمد سليمان، قائد "جيش الظل" السوري، هو المنسق مع مسئولين كبار في الحرس الثوري، وعماد مغنية، رئيس الشبكة الخاصة بحزب الله".
ولفت إلى أن مغنية كان شريكاً في معظم العمليات السرية التي قام بها الرعاة الإيرانيون والسوريون. وقبل ذلك بعام، كان قد أمر، بقدر ما معروف، دون موافقة أو مشاركة الإيرانيين والسوريين، باختطاف اثنين من جنود الاحتياط بالقرب من الجولان، مما أدى إلى اندلاع حرب لبنان الثانية.
وذكر أن عملية "خارج الصندوق" أعدت لإزالة خطر وجودي على "إسرائيل", و يتم الكشف عنها اليوم كخطوة ردع لأخطار تعتقد "إسرائيل" أنها أصبحت تشكل خطرًا وجوديًا على إسرائيل.
وأضاف: "لا يمكن إغفال أنها تأتي في سياق الصراع الداخلي بين الغرماء السياسيين الإسرائيليين خاصة أنها كُشفت لاحتواء كتاب أولمرت على تفاصيلها. حيث احتوى على هجوم من أولمرت على القادة السياسيين والذي أفرد لكل منهم جانب في هذا الكتاب.
من كان وراء الهجوم
أفاد إعلام الاحتلال بأن من كان وراء الهجوم على المفاعل النووي السوري هم: رئيس مديرية العمليات عميكام نوركين، رئيس مديرية التخطيط أمير إيشل، قائد القوات الجوية اليعازر شكيدي، رئيس الوزراء إيهود أولمرت، وزير الدفاع إيهود باراك، رئيس الأركان غابي أشكنازي، قائد سلاح الجو يوهانان لوكر، "مئير كاليفي، السكرتير العسكري لوزير الدفاع إيتان دانغوت، ورئيس أركان رئيس الوزراء يورام تربوفيتش.
أما الفرق المشاركة في الهجوم لم تكن تعرف شيئًا إلا حين تنفيذ الهجوم؛ فقد استعدوا وتدربوا وممارسو كل السيناريوهات الممكنة في الأشهر الثلاثة التي سبقت العملية، ولكن في اللحظة الأخيرة فقط تم الكشف عن الهدف لهم.
وقال قائد سرب الطائرات 119 للجنود لحظة إعطائه الأوامر لهم: "اليوم، من الممكن القول إن مصير الدولة في أيدينا. لا شك في أن نجاح المهمة سيغير وجه الشرق الأوسط"، على حد تعبيره.
وأضاف "من أجل هذه المهمة أعددنا عدة نماذج كلكم كنتم شركاء فيها لم تفهموا ماذا ولماذا على وجه الخصوص. لكن على عكس الليلة الماضية الطائرات اليوم هي طائرات ميغ (يقصد مجابهة الطائرات السورية) والبطاريات مقفلة ونحن مطالبون بأن نكون مستعدين لأي مفاجأة".
وتابع: "في النهاية، كل واحد منا يحتاج إلى أمرين -تدمير الهدف والعودة إلى دياره بأمان. يجب أن نكون مستعدين للاستمرار بشكل مباشر ومكثف بعد الهبوط، دولة إسرائيل تواجه هجومًا، وسيكون هذا التوغل بمثابة تواصل مباشر ومكثف".
ملخص تفاصيل العملية
في نوفمبر 2006، مبنى مربع مساحته 1600 متر مربع في شرق سوريا يثير الشكوك في دائرة مخابرات الاحتلال.
الباحث في الاستخبارات العسكرية الرائد الإسرائيلي (ي.)-ينشر تفسيرًا غير عادي-: الأسد يبني مفاعلاً بمساعدة كوريا الشمالية. المتشككون في الموساد: "لا.. معمل لأعمال المناجم".
في يناير 2007، تم تحديد خط أنابيب مؤدي من البنية المشتبه فيها إلى نهر الفرات في صور الأقمار الصناعية -دليل على وجود نظام تبريد حرج لمفاعل نووي.
ولاحقًا تكشف المراقبة الاستخباراتية للاحتلال أن مواطنين من كوريا الشمالية، وهم موظفون في هيئة تقنية تشارك في تطوير الصواريخ والقنبلة النووية، موجودون في سوريا.
وعلى إثرها بدأت المخابرات العسكرية والموساد الإسرائيلي بالعمل في محاولة لتأكيد أو دحض فرضية الرائد (ي.).
وفي أوائل مارس ووفقاً لتقارير أجنبية، يقتحم عملاء الموساد شقة الممثل السوري في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ويسرقون صور من الكمبيوتر الذي يوثق المنشأة وتعاونها مع كوريا الشمالية.
وفي 8 مارس 2007، رئيس الموساد داغان يقدم معلومات دامغة لأولمرت: "سوريا تقوم ببناء مفاعل نووي في الصحراء".
أما في 1 سبتمبر، تخبر "إسرائيل" نيتها الهجوم، وفي 6 سبتمبر، 00:45، ثماني طائرات حربية تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية تهاجم المفاعل وتدميره.