أصدر مركز مسارات كتابا جديدا بعنوان "السياسات الصهيونية لمحاربة حركة المقاطعة وطرق تفكيكها" للباحث معاذ مصلح.
ويأتي هذا الكتاب المكون من ثلاثة فصولضمن برنامج دراسة المشروع الصهيوني، الذي أطلقه المركز لفهم المشروع الصهيوني، وطبيعة الدولة والمجتمع والمشروع الصهيوني، وصيرورة تطورهم بصورة نقدية.
وهدف هذا البرنامج إلى تحقيق فهم معمّق لطبيعة وأهداف وديناميات سيطرة النظام الصهيوني الاستعماري الاستيطاني، وفهم التناقضات داخل المشروع على طريق امتلاك رؤية وطنية للمشروع التحرّري الفلسطيني.
وتطرق الفَصل الأوَّل من الكتاب إلى حَمَلات المُقَاطعة في تاريخ النِّضالِ الفِلَسطينيّ ضد الصهيونية، مع وضعها في سِياقِها الزَمَنيّ السياسيّ وَالاقتِصادِيّ والاجتماعي، وحركة المقاطعة الفلسطينية المعاصرة، في محاولة لفهم إستراتيجياتها، ووضع إنجازاتها وتحدياتها في سياق واقعيّ، ولمعرفة بعض نقاط ضعفها.
وتناول الفصل الثاني السياسات الصهيونية لمحاربة حركة المقاطعة في محاولة لفهمها، وتحديد كوامن قوتها وضعفها ضمن السياق السياسي الحالي، حيث تنوعتْ الإستراتيجياتُ الصهيونيَّةُ ما بينَ حملاتِ إعادةِ وَسْمٍ للكيانِ، وحملاتِ هجومٍ مباشرٍ على نشطاءِ المقاطعةِ وَاستغلالِ مجموعاتِ الضغطِ الصهيونيَّةِ، لتجريمِ المشاركةِ في المقاطعةِ والدعوةِ إليها، فضلًا عن مجابهةِ حركةِ المقاطعةِ كهدف رئيسي، إضافة إلى تناول عمل آلة الدعاية الصهيونية في قارتي أفريقيا وأميركا اللاتينية.
ويقترحُ الفصل الثالث سُبُلاً لتطوير حركةِ المقاطعةِ لتتمكنَ من تفكيك الإستراتيجياتِ الصهيونيَّةِ، وَالوصولِ إلى الأهدافِ المعلنة لحركة المقاطعة، وربما ضرورة إعادة صياغة تلك الأهداف كجزء من المراجعة الإستراتيجية لمستقبل حركة المقاطعة وسياقه النضالي في إطار المقارنة مع نظيرتها الجنوب أفريقية.
وفي هذا السياق، قام الباحث بمحاولة وضع حراك المقاطعة ضمن سياق النضال الفلسطيني، ومحاولة استشراف نقاط ضعفها وقوتها من خلال مقارنتها مع استنتاجات عملية ونظرية عن مدى نجاعة حركة المقاطعة الجنوب أفريقية، وفهم حركة المقاطعة ضمن سياق النضال الفلسطيني والوضع السياسي والإستراتيجي المتغيّر في المنطقة والعالم.
واختتم الكتاب باقتراح مجموعة من التوصيات للتصدي للسياسات الصهيونية التي تستهدف حركة المقاطعة، ولكي لتنطلق الحركة نحو خلقِ تحالفات إستراتيجية جديدة، وَتطويرِ القديمةِ لتتلاءمَ معْ التغيراتِ السياسيَّةِ الحاليَّة، إضافة إلى تطويرِ لغةِ الخطابِ وإعطائِها أهميةً أكبر لدورها في إنجاح حشد الطاقات خلف حركة تحرريَّة شاملة.
كما أوصى حركة المقاطعة بمراجعة خطابها، واستغلال فرصة تاريخية لن تتكرر لتأصيل وتجذير خطابة وسردية النضال الفلسطيني.