02 تموز 2015
كانت العملية قرب مستوطنة شافوت راحيل نقطة اخرى في سلسلة اعمال «الارهاب» في الضفة الغربية. قتل الشاب ملاخي روزنفيلد واصابة ثلاثة من رفاقه في كمين ناري ينضم الى قتل داني غونين قرب مستوطنة دولب، اصابة شرطي ومجندة في عمليتي طعن في البلدة القديمة في القدس وفي قبر راحيل ولعمليتي اطلاق نار اخريين، في غور الاردن وفي بيت ايل. هذه سلسلة العمليات الاخطر منذ موجة «الارهاب» في القدس وفي الضفة في تشرين الاول – الثاني من العام الماضي.
في المرة السابقة فسر التوتر بالأزمة حول الحرم، على خلفية الزيارات المتواترة لنشطاء اليمين في الموقع. وعندما تدخلت الحكومة في النهاية وحرصت على وقف الزيارات هدأت الخواطر لزمن ما. اما لهذه الموجة الحالية فلا توجد خلفية واضحة، باستثناء المقاومة الفلسطينية لمواصلة الاحتلال الاسرائيلي. ومن غير المستعبد ان تكون اجواء شهر رمضان ساهمت هي الاخرى في تشديد العداء لاسرائيل.
ولكن التراكم الاستثنائي لعمليات اطلاق النار قد يشهد على أنه يوجد هنا اكثر من يقظة موضوعية لـ «مخربين» افراد وخلايا محلية، كتلك التي نفذت معظم العمليات في السنتين الاخيرتين. اسعار السلاح والذخيرة في السوق السوداء في الضفة ارتفعت جداً مؤخراً: سعر بندقية الكلاشينكوف يقدر بنحو 4.500 دينار اردني، قرابة 24 الف شيكل. ويبلغ سعر الرصاصة الواحدة للكلاشينكوف ما لا يقل عن 12 شيقلا. وقدرة الوصول الى السلاح، الذي يستخدم في العمليات، يمكن أن تشهد على نشاط مرتب لخلايا تنتمي لمنظمات «ارهابية» حقيقية.
العملية في شافوت رحيل، مثل تلك في النبع قرب دولب، تتطلب على ما يبدو قدرغا اكبر من التخطيط والاستعداد المسبق من جانب المنفذين، مقابل عمليات الطعن والدهس التي ميزت فترات التوتر السابقة. مدى الشبه بين بعض منفذي اطلاق النار قد يشير الى انها نفذت من قبل الخلية ذاتها.
وزير الدفاع، موشيه يعلون، الذي يعرف على ما يبدو المعلومات الاستخبارية التي لم يطلع عليها الجمهور الغفير بعد، اتهم قيادة «حماس» في تركيا بالمسؤولية عن عمليتي إطلاق النار الأخيرتين. التمويل، على حد قوله، جاء من إيران، بعد فترة طويلة من القطيعة بينها وبين «حماس».
على رأس القيادة في تركيا، التي تسمى ساحة الضفة، يقف صالح العاروري، نشيط «حماس» من منطقة رام الله (حيث وقعت ثلاث من اصل أربع عمليات اطلاق النار الاخيرة). وفي الشهر الماضي نشرت «هآرتس» ان تركيا طلبت منه لجم نشاطه من نطاقها، خشية ما يتسبب به من حرج. وعلى الاقل حسب اقوال يعلون، يبدو أن هذا التوجه لم يجدِ نفعا.
يعلون ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هاجما، أول من امس، علنا السلطة الفلسطينية على تقاعسها في شجب موجة العمليات. والسلطة تمتنع عن ذلك بالفعل، وبالتأكيد انطلاقا من الافتراض بان الاعمال تحظى بتأييد لا لبس به من الجمهور الفلسطيني. ولكن من خلف الكواليس يقول كبار رجالات الجيش والمخابرات الاسرائيلية إن التنسيق الامني مع السلطة مستمر وان اجهزة الامن لديها تواصل عمل ضد خلايا «حماس» العسكرية.
في السنوات الاخيرة نجحت المخابرات والجيش الاسرائيلي في اعتقال منفذي معظم العمليات في غضون بضعة أسابيع، او في اقصى الاحوال بضعة اشهر. اما الان، فواضح انه في منطقة رام الله تتجول بشكل حر خلية اطلاق نار، او اثنتان نجحتا حتى الان في المس بالاسرائيليين، ويبدو أن اسرائيل تجد صعوبة في ان توقف دفعة واحدة موجة العمليات. وحاليا يتركز جهد الجيش والمخابرات على المستوى الاستخباري. في الجيش يقولون انهم سيحاولون الامتناع عن العقاب الجماعي، ولكن واضح انه كلما استمر تواصل العمليات فسيزداد الضغط على الحكومة لاتخاذ خطوات اكثر تشددا، اثناء رمضان ايضا.
عن «هآرتس»