نقل المراسل العسكري بصحيفة "معاريف" العبرية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن ما حدث في اليومين الماضين من تسلل 4 شبان وإحراقهم حفارًا يبحث عن أنفاق المقاومة شرق قطاع غزة، وإطلاق صواريخ منظومة "القبة الحديدية" لم يكن من باب الصدفة أو الخطأ من الناحية الأمنية، وأن كل شيء موجه ومقصود ومستعد له بدقة.
وقال الجيش-بحسب المراسل العسكري تال رام- فإن "تسلل 4 فلسطينيين لعشرات الأمتار إلى الداخل (الكيان الإسرائيلي) بلباس مدني ووصلوا إلى المعدات الهندسية وأصابوها بأضرار طفيفة وعادوا بسلام إلى غزة يعد حدثًا كبيرًا جدًا وخطيرًا".
ونبه المراسل العسكري إلى أن هذا الحدث أضاء لدى الجهات العسكرية الإسرائيلية الضوء الأحمر.
ورأى أن ما حدث هو عبارة عن امتحان أولي أجرته حركة حماس للجيش قبل مسيرة العودة، لافتًا إلى أن الحدث أحرج الجيش.
وأضاف المراسل العسكري الإسرائيلي أنه "بعده بساعات أعلن الجناح العسكري لحماس عن مناورة عسكرية واسعة في قطاع غزة".
وأوضح أن كتائب القسام قامت أمس بتنفيذ إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة، مشيرًا إلى أنه حسب وصف الجيش فإن العملية "موجهة ومقصودة ومخطط لها مسبقًا وعن معرفة وليحدث ما يحدث".
وتابع "بعدها فُعلت الإنذارات وانطلقت صواريخ الاعتراض (تامير) وتبين فيما بعد أنه لم يطلق تجاه إسرائيل أي صاروخ، وخسر الجيش مبلغ يقدر بمليون دولار، حيث فتح فورًا تحقيق في الموضوع لمعرفة سبب تفعيل القبة الحديدية".
وأردف "لكن على كل حال الحدث الثاني هذا أحرج الجيش ونجحت حماس بإجراء امتحان لقياس قدرات نظام الدفاع الجوي التابعة للجيش.
وبين المراسل العسكري الإسرائيلي إلى أن "الحدثين على خطورتها لم يقابلا برد كبير من الجيش والذي كان من الممكن أن يجر لمواجهة، لكن في نفس الوقت حققت لحماس إنجاز كبير ومهم".
وذكر أنه "إذا ما أردنا تبسيط الأمور أكثر، نفهم أن ما حدث كان مخطط له بعناية، ومن جهة حماس كان الأمر ناجح، وأعطى حماس الشرعية للخروج بكامل عتادها لتنفيذ إطلاق نار دون تمييز وأن تفعل كل ما يخطر ببالها في هذا التدريب لفحص جاهزية الجيش الإسرائيلي وبالتحديد منظومة الدفاع الجوي".
وبين رام أنه "ليس من الصعب أن نفهم بدقة أن الامتحان قد تعلم منه الطرف الأخر (المقاومة) ما أراد تجربته.
ونقل عن مصدر مقرب من جيش الاحتلال إن "على الجيش أن يحقق بعمق وبسرعة وبصرامة بالأحداث الأخيرة واتخاذ قرارات والعمل قبل أن يكون لهذه الأحداث أثر بالتغيير في الوقت الحرج".